عنوان الكتاب: الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام

قال الكثير من المفسّرين رحمهم الله: إنّه حين جاء الطوفان في زَمَن نبيِّ الله نوح عليه السلام رُفِعَ البيت مِنَ الغَرَقِ وَمَكَثَتِ الأَرْضُ خَرَابًا.

فَلَمْ يَزَل عَلَى ذَلِكَ حَتَّى كان زَمَنُ نبيِّ الله إبراهيم عليه السلام فَأَمَرَهُ الله سبحانه وتعالى أَنْ يَبْنِي الكعبة.

ولم يكن لديه علم طولها وعرضها حتّى يبنيها على حالتها الأولى.

فَجَاءَتِ السَّكِينَةُ إبراهيم عليه السلام وقال: يَا إِبْرَاهِيمُ! خُذْ قَدْرَ ظِلِّي فَابْنِ عَلَيهِ لا تَزِد شَيئًا وَلا تُنْقِص.

فَأَخَذَ خليل الله سيدنا إبراهيمُ عليه السلام قَدْرَ ظِلِّهَا، ثمَّ بنى هُوَ وابنه إسماعيل عليه السلام البيت[1].

وكان بناء الكعبة في ذلك الوقت بين جبال وصحراء لا بشر فيها ولا شيء، فلمّا فرغ نبيُّ الله إبراهيم عليه السلام مِن بناء البيت، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ﴾ [الحج: ٢٧].

قال سيدنا إبراهيم عليه السلام: يا ربّ! وما يبلغ صوتي؟

قال: عليكَ الأذانُ، وعَلَيَّ البلاغُ، فصعد نبي الله إبراهيم عليه السلام الصفا.

وفي روايةٍ أخرى: أبا قبيس.

قال: كيف أقول؟

قال جبريل عليه السلام: قُل: "لبّيك اللّهمّ لبّيك"، فهو أوّلُ مَن لَبَّى.


 

 



[1] "تفسير الدر المنثور"، ١/٣١٨، [البقرة: ١٢٧]، بتصرفٍ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33