باله بأنّ اليومَ يصادف يومَ عرفة، والحجّاج مجتمعون بجبل عرفة، يدعون الله تعالى ويتضرّعون إليه، ثمّ تأوه بألم وتحسّر قائلًا: يا ليتني كنتُ أتشرّف بالحجّ! وكان بجانبه الشيخ أشرف جهانكير السمناني رحمه الله (وهو مِنْ علماء القرن التاسع الهجري في الهند)، فحين سمع هذا الشيخ حسرة العجوز؛ دعاه، فحضر إليه وقال له مشيرًا بيده هكذا دون أنْ ينطق بكلمة: اذهبْ.
والعجوز الّذي كان في الهند وجد نفسَه بلحظة بعد انتهاء الاشارة على الفور في المسجد الحرام أمام الكعبة المشرفة.
الله أكبر! صار ذلك اليوم عيدًا له، العجوزُ الّذي كان يرغب في الحجّ ويتلهَّف إليه بدأ يطوف حول الكعبة ووقف على جبل عرفة وأدّى المناسك الأخرى للحجّ.
وبعد الفراغ مِنَ الحجِّ وقع في قلبه: أنّني لا أملكُ نفقةَ السفر للعودة إلى البيت، وصلتُ هنا بسبب كرامة ولي مِن أولياء الله تعالى، فلمّا وقع في قلبه ذلك وجد أمامه الشيخ أشرف جهانكير السمناني رحمه الله واقفًا، فأشار إليه الشيخ بذهابه إلى البيت مِن جديدٍ، فصار العجوز الذي في المسجد الحرام بلحظة في بلده ووجد نفسه في بيته بالهند.
أيّها الإخوة! قد يتساءل البعضُ كيف يمكن أنْ يحصل هذا مِن الهند إلى مكّة المكرّمة بإشارة والمسافة بينهما آلاف الكيلومترات؟