عنوان الكتاب: الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام

لإزالة هذه الشبهة يمكن أنْ نقول: إنّ هذه كرامة لولي من أولياء الله، وإنّ الله يُشرِّف عباده الصالحين بكراماته، والوصول مِن الهند إلى مكّة المكرّمة يسمّى كرامة "طي الأرض"، وقد ثبت ذلك في القرآن الكريم لآصف بن برخيا رحمه الله، وهو وليّ الله، ومِنْ أمّة نبيِّ الله سليمان عليه السلام.

قال نبيُّ الله سليمان عليه السلام: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَيُّكُمۡ يَأۡتِينِي بِعَرۡشِهَا﴾ أي: عرش بلقيس؟

فقال آصف بن برخيا رحمه الله: ﴿أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن يَرۡتَدَّ إِلَيۡكَ طَرۡفُكَ﴾ [النمل: ٣٨-٤٠].

وكان عرشها مِنْ فضّةٍ وذهبٍ مرصعًا بالياقوت الأحمر والجوهر، وأنَّه كان في جوف سبعة أبيات، عليه سبعة أغلاق.

قال آصف بن برخيا لسيدنا سليمان عليه السلام: يا نبي الله! امدُد بصرك، فمدّ بصره نحو اليمن، فإذا بالعرش، فما ردّ سيدنا سليمان عليه السلام بصره إلَّا وهو عنده[1].

هذا يدلّ على أنّ الأرض تُطوى لأولياء الله تعالى وتُختصر المسافات، وعلى ذلك ينبغي تجنّب مثل تلك الوساوس التي تنكر قدرة الله التي يمدّ بها أولياءه، رزقنا الله تعالى عقلًا سليمًا، آمين ياربّ العالمين.

صلوا على الحبيب!    صلى الله على سيدنا محمد


 

 



[1] "تفسير القرطبي"، الجزء الثالث عشر، ٧/١٥٧، [النمل: ٤٠[، بتصرفٍ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33