اَلْحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ والصَّلاة والسَّلاَمُ على سَيدِ الْمُرْسَلِينَ، أَمّا بعدُ:
طريقة رؤية الميت القريب في المنام
ذَكَرَ العلاّمةُ القُرطُبِيُّ رحمه الله تعالى: أنّ امرأةً جاءَتْ إلى الحسَنِ البصريِّ رحمه الله تعالى فقالتْ: إنّ ابْنَتِي ماتتْ وقَدْ أحبَبْتُ أنْ أَراها في الْمَنامِ فعَلِّمْنِي صَلاةً أُصَلِّيها لعَلِّي أَراها, فعَلَّمَها صَلاةً, فرَأَتْ ابْنَتَها وعليها لِباسُ القَطِرانِ والغُلُّ في عُنُقِها والقَيْدُ في رِجْلِها, فارْتاعَتْ لذلك فأَعْلَمَتْ الحسَنَ فاغْتَمَّ عليها، فلَمْ تَمْضِ مُدَّةٌ حتّى رَآها الحسَنُ في الْمَنامِ وهي في الْجَنّةِ على سَرِيرٍ وعلى رَأْسِها تاجٌ, فقالَتْ له: يا شَيْخُ أما تَعْرِفُني؟ قال: لا، فقالتْ له: أنا تلك الْمَرأَةُ الّتِي علَّمْتَ أُمِّي الصَّلاةَ فرَأتْنِي في الْمَنامِ، قال لها: فما سَبَبُ أَمْرِك؟ قالَتْ: مَرَّ بمَقْبَرَتِنا رَجُلٌ فصَلَّى على النَّبِيِّ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم وكانَ في الْمَقْبَرَةِ خَمْسُ مِئةٍ وسِتُّون إنسانًا في العَذابِ فنُودِيَ: ارْفَعُوا العَذابَ عنهم ببرَكةِ صَلاة هذا الرَّجُلِ على النَّبِيِّ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم[1]، فرحمهم الله وغفَرَ