عنوان الكتاب: المقامات الحريرية

يا هَذا ذا ورَمٍ [1], ونَفَخْتَ في غيرِ ضرَمٍ! أينَ أنتَ عَن البيْتِ النّدْرِ [2], الجامِعِ مُشَبّهاتِ الثَّغْرِ؟ وأنْشَد:

نـفْسـي الفِـداءُ لِـثَـغْـرٍ راقَ مبـسِمُـهُ

 

وزانَـهُ شـنَـبٌ ناهـيـكَ مـن شنَـبِ [3]

يـفـتـرُّ عـن لُـؤلُـؤٍ رطْـبٍ وعـن بـرَدٍ

 

وعـن أقاحٍ وعن طلْعٍ وعن حبَـبِ [4]

 


 



[1] قوله: [لقدِ استَسْمَنْتَ يا هذا ذا ورَمٍ...إلخ] ½استسمنت ذا ورم¼ أي: طلبتَ السَّمانة من هَزيل ضعيف وحسبتَ ذا ورم سمينا, و½الضرم¼ دُقاق الحَطَب الذي يسرع اشتعالُ النار فيه, وقيل: جمع ½ضرمة¼ وهي النار بعينها, وقيل: الضرمة هي السَّعَفة, أي: الشِّيْحَة التي في طرفها النار, و½نفخت في غير ضرم¼ مثَل لطلب الشيء في غير موضعه. (مغاني, الشريشي)

[2] قوله: [عَن البيْتِ النّدْرِ...إلخ] و½الندر¼ النادر, كما تقول: ½رجل عدل¼ وعادل, و½الثغر¼ ما تقدّم من الأسنان, وقوله: ½الجامع إلخ¼ أي: ما أنشد وهو قوله: نفسي إلخ, قد ادعى الحريري أنه قد جمع في بيته مشبهات الثغر وقد أخل في بعضها, فإنّ الثغر يشبه بالبرق وبضوء النهار وبالبلَّور, وذلك مشهور في كلامهم. (مغاني)

[3] قوله: [نفْسي الفِداءُ لثَغْرٍ راقَ مبسِمُهُ...إلخ] ½راق الشراب¼ يروق, أي: صفا, و½راقه الشيء¼ أي: أعجبه, و½المبسم¼ المضحك, و½الشنب¼ حدّة في الأسنان, وقيل: ما يجري على الأسنان, ويقال: ½هذا رجل ناهيك من رجل¼ أي: حسبك, وتأويله أنه بجِدّه وغَنائه ينهاك عن تطلُّب غيرِه. (مغاني)

[4] قوله: [يفترُّ عن لُؤلُؤٍ رطْبٍ وعن برَدٍ...إلخ] ½يفترّ¼ أي يتبسّم, وهو أنْ يبدئ أسنانه ضاحكاً, و½أفتر الأسنان¼ أي: ضحك ضحكاً حسناً, و½لؤلؤ رطب¼ أي: طريّ كما أخرِج من أصدافه, و½الطلع¼ أول حمل النخلة, وهو الفرخ, تشبّه الأسنان في بياضه, وإنما شبّه الأسنان بالطلع؛ لأنه إذا شقّ وجد ما فيه من حمل النخلة في غاية البياض, و½الحبب¼ طرائق تظهر في الخمر عند مزجها بالماء, فأما الفقاقيع التي تعلو الخمر عند المزج فهي ½الحباب¼ بزيادة الألف. فُضّل هذين البيتين على بيت البحتري باعتبار كثرة الأشياء التي شُبِّه بها أسنان الحبيب, وباعتبار زيادة ½رطب¼ مع ½لؤلؤ¼, فإنّ اللؤلؤ الرطب يكون في غاية البياض والبريق, وباعتبار إتيان الواو التي هي للجمع مكان ½أو¼ التي قد تكون لبيان التباين بين الشيئين. (مغاني, الشريشي, المصباحي)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

132