عنوان الكتاب: المقامات الحريرية

فاستَجادَهُ مَنْ حضَر [1] واسْتَحْلاهُ, واستَعادَهُ منْهُ واسْتمْلاهُ, وسُئِلَ: لمنْ هذا البيتُ, وهلْ حيٌ قائِلُهُ أو ميْتٌ؟ فقال: أيْمُ اللهِ! [2] لَلحَقُّ أحَقُّ أنْ يُتّبَعَ, ولَلصّدْقُ حَقيقٌ بأنْ يُستَمَعَ! إنّهُ يا قَوْمُ, لنَجيّكُمْ مُذ اليوْمَ [3], قال: فكأنّ الجَماعَةَ ارْتابَتْ بعِزْوَتِه [4], وأبَتْ تصْديقَ دعْوَته, فتوجّسَ ما هجَسَ في أفْكارِهِمْ [5],    


 



([1]) قوله: [فاستَجادَهُ مَنْ حضَر...إلخ] ½استجاده¼ أي: عدّه جيداً حسنا, و½استحلاه¼ رأه حلوا واستحسنه, و½استعاده¼ أي: قال أعِدْه عليّ, و½استملاه¼ طلب إملاه ليكتبه, و½هل حي قائله¼ فيستمتع بلقائه, ½أو ميت¼ فيتأسف على عدَم بقائه. (الجوهرية)

([2]) قوله: [أيْمُ اللهِ] بكسر الهمزة وفتحها, وأصله ½أيمُن الله¼ فحذف منها النون, وتستعمل في القَسم, وهي مرفوعة بالإبتداء, والخبر محذوفٌ, أي: أيم الله لازمةٌ لي, واشتقاقه من اليُمْن والبرَكة, وقيل: من اليمين, وهي القوّة, و½حقيق¼ بمعنى حقّ وواجب. (العكبري)

([3]) قوله: [لنَجيّكُمْ مُذ اليوْمَ...إلخ] ½النجيّ¼ المناجي, يعني نفسَه, وقوله: ½لنجيكم¼ يروى بكسر اللام وجرّ ½النجيّ¼ فعلى هذا يكون جواباً عن السؤال الأوّل ويكون الضمير في ½إنه¼ للبيت, ويروى بفتح اللام ورفع ½النجيّ¼ فعلى هذا يكون جواباً عن السؤال الثاني ويكون الضمير في ½إنه¼ لقائل البيت, و½اليوم¼ على الوجهين مجرورٌ؛ لأنّ معناه في اليوم. (الرازي)

([4]) قوله: [قال: فكأنّ الجَماعَةَ ارْتابَتْ بعِزْوَتِه...إلخ] ½قال¼ أي: قال الراوي, وهو الحارث بن همام, ½ارتابت¼ شكّت, ½بعزوته¼ أي: بنسبته إلى نفسه, و½دعوته¼ ادعاؤه أنه من قوله, و½الدعوة¼ بكسر الدال في النسب, وبفتحها في الطعام, ½أبت¼ أي امتنعت, يقول: قال الحارث بن همام: فوقعت الجماعة في الريب والتردّد بنسبته البيتَين إلى نفسه وأبت تصديق ادعائه بأنه من قوله. (الشريشي)

([5]) قوله: [فتوجّسَ ما هجَسَ في أفْكارِهِمْ...إلخ] أي: فعلم ما وقع في أوهامهم وأفكارهم, وأحسّ ما خطر ببالهم. يقال: ½توجس الصوت¼ إذا سمعه, وأصله من الوَجْس, وهو الصوت الخفي, ويقال: ½توجَّس بالشيء¼ إذا أحسّ به فسمع له, وإنما عدي ½توجس¼ هنا بدون اللام إقامة السبب مقام المسبب, أو على أنه ضُمّن معنى ½علِم¼ فعدي تعديته, و½هجس¼ خطر ووقع, و½فطن¼ أي: فهم, و½بطن¼ أي: خفي, قال الله تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ[الأعراف:٣٣] يعني: حرّم الكبائرَ سرَّها وعلانيتَها, ويقال: ½بطنت هذا الأمر¼ أي: عرفتُ باطنه, و½الاستنكار¼ والانكار واحدٌ. يقول: إنه فهم إنكارهم الداخل في باطنهم وارتيابهم وأنهم لم يصدّقوه في أنّ الشعر له وأنكروا أن يقول مثله. (مغاني, المطرّزي بزيادة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

132