ولا أُصافي مَنْ يأبى إنْصافي [1], ولا أُواخي مَنْ يُلْغي الأواخي, ولا أُمالي مَنْ يُخيِّبُ آمالي [2], ولا أُبالي بمَنْ صرَمَ حِبالي, ولا أُداري مَنْ جهِلَ مِقداري [3], ولا أُعطي زِمامي مَنْ يُخْفِرُ ذِمامي, ولا أبْذُلُ وِدادي لأضْدادي [4], ولا أدَعُ إيعادي للمُعادي,
[1] قوله: [ولا أُصافي مَنْ يأبى إنْصافي...إلخ] و½أصافي¼ أخلص له ودّي, ½المصافاة¼ المخالصة في الودّ, و½يأبى¼ يمنع, و½إنصافي¼ أي: إعطائي الحقّ من نفسه, و½أواخي¼ من المواخاة, أي: أصير له أخاً وأتخذه صديقاً, و½يلغي¼ يترك ويطرح, و½الأواخي¼ أسباب الودّ, واحدها أخيَّة, وهي الحرمة والذمّة, وأصل الأخيّة عُروة من حبل تشدّ في وتد أو على حجر تحت الأرض وتبقى العروة على الأرض فيربط فيها حبل الدابة فيمسكها, يعني: لا أخالص في الودّ لمن يمنع إعطائي الحقّ من نفسه ولا أصير أخاً لمن يبطل ويفسد الأسباب التي تحتفظ المواخاة ولا يراعيها. (مغاني, الشريشي)
[2] قوله: [ولا أُمالي مَنْ يُخيِّبُ آمالي...إلخ] ½أمالي¼ أصله الهمزة, وإنما خفّفه ليزاوج ½آمالي¼, مِن ½مالأه¼ أي: ساعَده وعاونه, وأصلها المعاونة في الملء, ثم عمت في كلّ معاونة, يقال: ½مالئتُه على الأمر¼ أي: ساعدته عليه وعاونتُه, ومنه الحديث: ½والله ما قتلتُ عثمان ولا مالأت على قتله¼, و½الآمال¼ جمع أمَل, وهو الرجاء, وصرم يصرم صرماً, أي: قطع, و½الحبل¼ العهد والذمّة والأمان والوصل, و½صرم حبالي¼ قطع أسباب وصالي, وهم يكنون بالحبل عن الودّ؛ لأنّ الودّ يربط القلوب ويؤلّفها كالحبل فيما يربط. (مغاني, المطرزي, الشريشي)
[3] قوله: [ولا أُداري مَنْ جهِلَ مِقداري...إلخ] ½أداري¼ أحسن صحبته, و½الزمام¼ حبل من جلود يربط في حلقةٍ في أنف البعير, و½يخفر ذمامي¼ ينقض عهدي, يقال: ½أخفر الرجل¼ إذا نقض العهدَ, و½خفر ذمامَه¼ إذا لم يحفظ حرمته, و½أخفره¼ إذا نقضه, أي: لا أحسن الصحبة بمن لا يعرف قدري, ولا أنقاد لمن لا يحفظ عهدي. (الشريشي, بزيادة)
[4] قوله: [ولا أبْذُلُ وِدادي لأضْدادي...إلخ] ½ودادي¼ حُبّي, وهو من ½وادّه¼, وهو الذي لا يكون إلاّ من اثنين فوضعه موضع ودَّى, ويقال أيضاً في الحُب: حُباب, مثل وداد, و½أضدادي¼ أعدائي المناقضين لأفعالي, و½الإيعاد¼ التهديد والتخويف, و½المعادي¼ العدو الذي يعاديك, ومنهم من يرويه: ½إبعادي¼ -بالباء المعجمة بواحدة- أي طردي له وإقصاي, وهو أبلغ في المعنى من التوعّد. (الشريشي, الرازي)