عنوان الكتاب: الفتاوى المختارة من الفتاوى الرضوية

ليستحيل أن يفرض فيه شيء دون شيء وإلاّ لتعدّد فلم يکن واحداً وبعبارة أخری إنّما التحليل إلی ما منه الترکيب فلو انقسم لکان شيئين لا واحداً وبعبارة أظهر وأدفع للمقال لا انقسام هنا إلاّ إلی الوحدات والوحدة ليستحيل أن تصير وحدتين وإلاّ لم تکن وحدة بل کثرة فيلزم الانقلاب فإن صارت فما کانت إلاّ وحدتين أخذتا واحدة بالاعتبار فکان اثنين لا واحداً وبعبارة أخصر ما ثَمّ إلاّ وحدات محضة فالواحد وحدة والاثنان وحدتان وهکذا ولا يعقل للوحدة بعض أصلاً أمّا الکسور فليس معنی ۲/۱ مثلاً جزء من جزءي واحد حقيقي بل اعتباري أي: واحد من اثنين فرض واحداً کما حقّقناه في رسالة الأرثماطيقي.[1] وأمّا ثانياً فلأنّ الصفر لا يمکن أن يکون حاشية عدد فإنّه محض سلب إذ هو عبارة عن خلوّ المرتبة فليس معناه أنّ  هناك شيئاً يسمّی صفراً بل معناه أن لا شيء هناك أصلاً ولهذا لا أثر لحطّه من عدد ولا ضمّه إليه کما ذکرت ولوکان شيئاً لاستحال أن يکون شيء دون شيء أو شيء مع شيء مساوياً لشيء نفسه فيتساوی الکل والجزء بل کلّ الکلّ وجزء الجزء کما لا يخفی وبه تبيّن وجه ثالث وهو أنّ الصفر مع اثنين مثلاً ليس مجموع شيئين بل الشيء وحده ومعنی جمع الصفر مع عدد إن لم يجمع معه شيء فليس الواحد نصف مجموع حاشيتيه بل نصف حاشية واحدة وأمّا رابعاً فلأنّه لوسوغ کون العدم حاشية لکان العدم المضاف إلی شيء معين مثل ١ و۲ وغيرهما أولی بذلك فکان الصفر أيضاً عدداً؛ لأنّ إحدی حاشيتيه واحد والأخری أو مجموعهما صفر نصفه صفر وکونه مثل المجموع لا ينفي کونه نصفه؛ لأنّه معتبر في الحساب قطعاً ألا تری أنّ نصف ۲۰ =۱۰ ويکفي لصدق المحدود صدق الحدّ وإن صدق عليه ما سواه أيضاً وعددية الصفر باطلة ببداهة العقل؛ لأنّ العدد شيء والصفر لا شيء وأمّا خامساً لو تنزّلنا عن هذا کلّه وسلّمنا أنّ الصفر أيضاً


 



[1] هي رسالة في علم الأرثماطيقي للإمام أحمد رضا."الأرثماطيقي" هو علم الحساب النظري يبحث فيه عن ثبوت الأعراض الذاتية للعدد وسلبها."موسوعة كشف اصطلاحات الفنون والعلوم", ١/٥٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

135