ضرب الدف فيه اﻫ. يريد العرس، قال في "ردّ المحتار"[1]: جواز ضرب الدفّ فيه خاص بالنساء کما في "البحر" عن "المعراج" بعد ذکره أنّه مباح في النکاح وما في معناه من حادث سرور قال: وهو مکروه للرجال علی کلّ حال للتشبّه بالنساء اﻫ.
وأخرج ابن حبان في "صحيحه"[2] عن أمّ المؤمنين الصديقة رضي الله تعالى عنها قالت: كانت عندي جارية من الأنصار زوّجتها، فقال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: يا عائشة! ألا تغنّين؟ فإنّ هذا الحيّ من الأنصار يحبّون الغناء.قال القاري [3]:قال التوربشتي: يحتمل أن يكون على خطاب الغيبة بجماعة النّساء، والمراد منهنّ من تبعها في ذلك من الإماء والسفلة، فإنّ الحرائر يستنكفن من ذلك، وأن يكون على خطاب الحضور لهنّ، ويكون من إضافة الفعل إلى الآمر به والآذن فيه. قلت: ويؤيّده الرواية الآتية: أرسَلتم معها من تغني؟. إلخ.أمّا الجلاجل فمن اللّهو الباطل والنهي عنها مشهور وفي زبر الصدور مزبور وذلك لِما فيها من التطريب وقد كرهوا ضرب الساذج على هيئة التطرب فكيف بما به في نفسه معيب. وقد قدّم الفاضل المجيب[4] عن العلامة الشامي[5] عن "الفتاوى السراجية": أنّ هذا -أي: جواز ضرب الدفّ في العرس- إذا لَم تكن له جلاجل
[1] "ردّ المحتار"، كتاب الشهادات، باب القبول وعدمه، ٨/٢٢٩.
[2] أخرجه ابن حبان في "صحيحه" ٥٨٤٥، كتاب الحظر والإباحة، فصل في السماع، ٧/٥٤٨، بألفاظ مختلفة.
[3] "المرقاة"، كتاب النكاح، باب إعلان النكاح. إلخ، الفصل الأول، ٦/٣١٤ .
[4] أي: مولوي رياست علي خان. لم نعثر على هذه العبارة التي أشار إليها إمام أهل السنّة رحمه الله تعالى لأنّه ذكر جواب رياست علي خان ملخصاً في "فتاواه" ويمكن أنّها موجودة في جوابه المفصّل.
[5] "ردّ المحتار"، كتاب الحظر والإباحة، ٩/ ٥٧٩.