أيها الأحبة! تعلمون مذهبنا نحن أهل السنّة والجماعة أنّ أفضل الخلق بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، هو سيدنا أبو بكر رضي الله عنه، وهو مِن العشرة المبشّرين بالجنّة أيضًا، وكم هو محظوظ! فقد كان صاحب سيدنا رسول الله ﷺ في كلّ مكان، وقد ضمّ الله جلّ وعلا اسمَه رضي الله عنه إلى اسْم سيّدنا رسول الله ﷺ في السماء، كما ورد في الحديث:
عن سيّدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، مَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إِلَّا وَجَدْتُ فِيهَا اسْمِي: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مِنْ خَلْفِي»[1].
فعلينا أيها الأحبة! أنْ نحبّه ونحترمه حتّى ينزل الله علينا ببركته وبركة أوليائه الكاملين شآبيب رحمته.
الإحساس بالنصح
كان سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه ذا صفات حميدة وخُلُق رفيع، تعالوا نستمع إلى بعض اللمحات مِن أخلاقه الطيّبة:
كان سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه حريصًا على النصح للنّاس والإحسان إليهم، كما كان حنونًا شفوقًا رحيمًا بالعبيد المستضعفين مِن المسلمين، ولم يك يحترق قلبه حزنًا على حالهم فحسب، وإنّما كان يبذل قصارى جهده مِن أجل تحريرهم من ذلّ