اِشترى سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه سيدنا بلالًا رضي الله تعالى عنه وهو مدقوق بالحجارة بخمس أواق ذهبًا، وقالوا: لو أبيتَ إلّا أوقيةً لَبِعْنَاكَهُ، فقال: لو أبيتُم إلّا مائةَ أوقية لأَخَذْتُه[1].
أحبّتي! بهذه القصّة نرى سيدنا أبا بكر رضي الله عنه كم كان شفوقًا رحيمًا بالمسلمين غيّورًا عليهم، وإذا أصابتْهم مصيبةٌ بَذَلَ الغالي والنفيسَ في سبيل الدفاع عنهم ولم يبالِ بنفسه ومالِه، ولذا فقد أعتق سبعةً من العبيد، وعلى رأسِهم: سيدُنا بلال رضي الله عنه بعد شراءهم مِن خالص ماله، وكان سباقًا إلى فعل الخيرات إلى جانب كونه ورعًا متّقيًا.
إيثار المال من قبل صاحب الغار
حضَّ رسولُ الله ﷺ أصحابه على الصّدقات فجاؤوا بصدقاتٍ كثيرةٍ، فكان أوَّل من جاء سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه جاء بماله كلّه أربعة آلاف درهم.
فقال رسول الله ﷺ: «هَلْ أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ شَيْئًا؟»
فقال: أبقيتُ لهم اللهَ ورسولَه ﷺ[2]، كأنّه قال: رضا الله تعالى ورسوله ﷺ يكفيني وأهلي.