مِن أقوال سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه
أخي الحبيب! لقد قام سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه بإصلاح النّاسِ متحلّيًا بالأخلاق الحسنة، ووجَّهَ الأمّة الإسلاميّة بنصائح إيمانيةً نافعةً حين كان يدعوهم إلى الخير.
فعن سيدنا رافع الطائي رحمه الله تعالى قال: صحبتُ سيدنا أبا بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه في غزاة قلتُ: يا أبا بكر! أوصني.
فقال: أَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ لِوَقْتِهَا، وَأَدِّ زَكَاةَ مَالِكَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُكَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، واحْجُجِ الْبَيْتَ، وَاعْلَمْ! أَنَّ الْهِجْرَةَ فِي الْإِسْلَامِ حَسَنٌ، وَأَنَّ الْجِهَادَ فِي الْهِجْرَةِ حَسَنٌ، وَلَا تَكُونَنَّ أَمِيرًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْإِمَارَةَ الَّتِي تَرَى الْيَوْمَ سِيرَةٌ قَدْ أَوْشَكَتْ أَنْ تَفْشُوَ وَتَكْثُرَ، حَتَّى يَنَالَهَا مَنْ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ، وَإِنَّهُ مَنْ يَكُنْ أَمِيرًا فَإِنَّهُ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ حِسَابًا، وأَغْلَظِهِ عَذَابًا، وَمَنْ لَا يَكُونُ أَمِيرًا فَإِنَّهُ مِنْ أَيْسَرِ النَّاسِ حِسَابًا، وَأَهْوَنِهِ عَذَابًا؛ لِأَنَّ الْأُمَرَاءَ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنْ ظُلْمِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَنْ يَظْلِمِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّمَا يَخْفِرُ عِنْدَ اللهِ، هُمْ جِيرَانُ اللهِ، وَهُمْ عِبَادُ اللهِ، وَاللهِ! إِنَّ أَحَدَكُمْ لَتُصَابُ شَاةُ جَارِهِ أَوْ بَعِيرُ جَارِهِ فَيَبِيتُ وَارِمَ الْعَضَلِ، يَقُولُ: شَاةُ جَارِي أَوْ بَعِيرُ جَارِي، وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ يَغْضَبَ لِجِيرَانِه[1].
[1] "شعب الإيمان"، باب في طاعة أولي الأمر، ٦/٥١، (٧٤٧٢)، و"الرياض النضرة في مناقب العشرة"، ذكر ما يدل على أنه كارهّا...إلخ، الجزء الأول، ١/٢٥٣.