عنوان الكتاب: سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ودوره الكبير في خدمة الإسلام

الصيام في الصيف

أيها الأحبة ا! كان أمير المؤمنين سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه يكثر من العبادة وصيام النافلة، كما روي عن سيدنا أبي بكر بن حفْصٍ رضي الله تعالى عنه قال: ذُكِرَ لِي أَنَّ سيدنا أَبَا بَكْرٍ الصدّيق رضي الله تعالى عنه كَانَ يَصُومُ الصَّيْفَ وَيُفْطِرُ الشِّتَاءَ[1].

أيها الأحبة الكرام! لقد سمعنا أنّه كان أمير المؤمنين سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه كثير العبادة والصيام، ويدلّ على ذوق عبادته بكاؤه عند تلاوة القرآن الكريم وصيامه النافلة في الصّيف إضافة لصيام الفرض.

وأمّا نحن فإنّنا نتكاسل عن صيام الفرض في الشِّتَاءِ أيضًا رغم كون النّهار قصيرًا واللّيل طويلًا في فصل الشتاء عمومًا ولا يشعر المرء بالعطش الشديد في نهاره، بينما يكون النّهار طويلًا واللّيل قصيرًا في فصل الصيف عادةً، ويشعر الإنسان بالظمأ الشديد في نهاره، وإنّ حرّ الآخرة ليس كحرّ الدنيا فمِن أحوال يوم القيامة: أنّ الشمسَ يوم القيامة تدنو من الخلق حتّى تكون قدر ميل وتشتدّ حرارتها وتجفّ ألسنتهم وحلوقهم مِن العطش الشديد ويكون النّاس على قدر أعمالهم في العرق، فكيف لنا أنْ نتحمّل الحرارة حينذاك!؟


 

 



[1] "الزهد" لأحمد بن حنبل، زهد أبي بكر الصديق، ص ١٤١، (٥٨٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28