إنّي عن ربّي راض
عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: كنتُ عند النبي ﷺ وعنده أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه وعليه عباءةٌ قد خلها في صدره بخلال، فنزل عليه جبريل عليه السلام فقال: يا محمّد! مالي أرى أبا بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه عليه عباءة قد خلها في صدره بخلال؟
فقال ﷺ: يا جبريل! «أَنْفَقَ مَالَهُ عَلَيَّ قَبْلَ الْفَتْحِ».
قال جبريل عليه السلام: فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقرأ عليه السلامَ ويقول: قُلْ له: أراضٍ أنتَ عنّي في فقرِك هذا أم ساخط؟
فقال سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه أسخط على ربّي!؟ أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض[1].
أيها الأحبة! نعم، لقد كان لسيدنا أبي بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه منزلة عالية عند الله تعالى، وكان حريصًا أشدّ الحرص على إنفاق ماله في سبيل الله تعالى، ولا شكّ أنّ للإنفاق في سبيل الله تعالى فضائل كثيرة، كما ورد في الحديث الشريف الذي يقول فيه رسول الله ﷺ: «أَيُّمَا مُسْلِمٍ كَسَاه مُسْلِمًا ثَوْبًا عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللهُ مِنْ خُضْرِ
[1] "المعجم" لابن المقرئ، باب الياء، ١/٨٢، و"تاريخ مدينة دمشق" لابن عساكر، أبو بكر الصديق خليفة رسول الله ﷺ ، ٣٠/٧١.