عنوان الكتاب: سيرة سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه

قال الراهب: ابسط يدك، أُسلّم لله تبارك وتعالى على يدك.

فبسط سيدنا علي رضي الله تعالى عنه يده وقال له: اشْهَد الشهادتين.

فقال الراهب: أشهد أَنْ لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّدًا رسول الله .

فقال له سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: ما الذي دعاك إلى الإسلام بعد طول مقامك في هذا الدير على الخلاف؟

فقال: أُخبرك يا أمير المؤمنين! إنّ هذا الدير بُنِي على طلب قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها، وقد مضى عالم قبلي لم يدرك ذلك، وقد رزقنيه الله عزَّ وجلَّ، وإنّا نجد في كتابٍ من كتبنا ونأثرُ عن علمائنا أنّ في هذا الصقيع عينًا عليها صخرة، لا يعرف مكانها إلّا نبيٌّ أو صحابيّ نبيٍّ، فلمّا رأيتُك قد فعلتَ ذلك تحقّقَ ما كنتُ أنتظره، وبلغت الأمنية منه، فأنا اليوم مسلم على يدك.

فلمّا سمع ذلك سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال: الحمد لله الذي كنتُ في كتبه مذكورًا[1].

رزقنا الله تعالى محبّة سيدنا علي بن أبي طالب وسائر الصحابة وجميع أهل البيت رضي الله تعالى عنهم أجمعين حبًّا كاملًا، ووفّقنا لأنْ نموت ونُدفَن ونُبعث على تلك المحبّة، اللَّهمَّ ادخلنا الجنّةَ بجاه حبِّ الصحابة وأهل البيت رضي الله تعالى عنهم بلا حسابٍ، آمين ياربّ العالمين.


 

 



[1] "شواهد النبوة" لعبد الرحمن الجامي، ص ٢١٦، تعريبًا من الفارسية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33