أَهْلِ القُبُورِ مِنْ دُعَاءِ أَهْلِ الأَرْضِ أَمْثَالَ الجِبَالِ، وَإِنَّ هَدِيَّةَ الأَحْيَاءِ إِلَى الأَمْوَاتِ الِاسْتِغْفَارُ لَهُمْ»[1].
تأتي الأرواح إلى البيوت:
إخوتي الأحبة! وهكذا فهمنا مِن هذه الرواية أنّ الْمَيِّتَ يَعْرِفُ مَن يَزُوْرُ قبرَه مِن الأَحياءِ، ويَنْفَعُه دُعاؤُه، وإذا لم تَصِلْ هَدِيَّةُ الثَّوابِ إليه مِن قِبَلِ الأَحياءِ فإنّه يَشْعُرُ بذلك، بل إنّ رُوْحَه تَأتِيْ للبَيْتِ بإذْنِ اللهِ وأَمْرِه، وتَسْأَلُ هَدِيَّةَ الثَّوابِ.
نقَلَ الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى في الْجُزءِ التّاسعِ مِن "الفتاوى الرضوية": في "الغرائب" و"الخزانة": إنّ أَرواحَ المؤمنينَ تَأتِي كُلَّ ليلةِ جُمُعَةٍ ويومِ الْعِيدِ ويومِ عاشُوراءَ وليلةِ البَراءةِ إلى بَيْتِها في الدُّنيا وتَقُوْمُ خارِجَ البَيتِ وتَقُوْلُ بصَوْتٍ عالٍ حَزِينٍ: يا أهْلَ بيتِي يا ولَدِي يا أقرِبائي، ارْحَمُوْنا بالتَّصَدُّقِ على الْفُقَراءِ (أي: بنيّة إهداءِ الثَّوابِ إلينا)[2].
وهذا الكلام يشهد له ما سبق مِن الأحاديث والآثار، ولعلّ صحيحها يشهد لضعيفها وخاصّة الحديث الصحيح المشهور: فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ