قال الحافظ شمس الدين بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي رحمه الله في جزئه الذي ألَّفه في هذه المسألة: وهذه الأحاديث وإن كانت ضعيفةً، فمجموعها يدلّ على أنّ لذلك أصلًا، وأنّ المسلمين ما زالوا في كل مِصرٍ وعَصرٍ يجتمعون ويقرؤون لموتاهم مِن غير نكير، فكان ذلك إجماعًا[1].
استحباب قراءة القرآن على الأموات
عن سيّدنا عبد الرحمـن بن العَلاء بن اللَّجْلَاج عن أبيه رضي الله عنه قال: قال لي أبي: يَا بُنَيَّ! إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَلْحِدْنِي، فَإِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي فَقُلْ: بِسْمِ اللهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ، ثُمَّ سِنَّ عَلَيَّ الثَّرَى سِنًّا، ثُمَّ اقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِي بِفَاتِحَةِ الْبَقَرَةِ وَخَاتِمَتِهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ ذَلِكَ[2].
وعن سيّدنا عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: «إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ، وأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ، وَليُقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِهِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ بِخَاتِمَةِ الْبَقَرَةِ فِي قَبْرِهِ»[3].
[1] "مرقاة المفاتيح"، كتاب الجنائز، باب دفن الميت، ٤/١٩٩.
[2] "المعجم الكبير"، من اسمه لجلاج أبو خالد، ١٩/٢٢١، (٤٩١)، وقال الإمام الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله مُوَثّقون، ["مجمع الزوائد"، كتاب الجنائز، باب ما يقول عند إدخال الميت القبر، ٣/١٦١، (٤٢٤٣)].
[3] "المعجم الكبير"، من اسمه عبد الله بن عمر، ١٢/٣٤٠، (١٣٦١٣)، و"شعب الإيمان"، باب الصلاة على من مات من أهل القبلة، ٧/١٦، (٩٢٩٤).