يَكفِيْ أنْ يَنْوِيَ الْمَرْءُ بقَلْبِه إهداءَ الأَجْرِ للمَيِّتِ فمَثَلًا: إذا تَصَدَّقَ بلِيرَةٍ على أَحَدٍ أوْ صلَّى على النبيِّ ﷺ مَرَّةً أوْ عَلَّمَ السُّنَّةَ أَحَدًا أوْ حاوَلَ معه ودَعاه إلى الْخَيرِ أوْ أَلْقَى الدَّرْسَ أوْ عَمِلَ صالحًا، فإنه يدعو هكذا: اللهم أَوصِلْ أجرَ وثوابَ هذه الأعمال الصالحة هَدِيَّةً إلى النَّبِيِّ الكَرِيمِ ﷺ، فإنّه بفضل الله يَصل إليه الأجر والثواب وإلى كلّ مَن ذُكرت أسماؤهم بإذن الله تعالى.
وإذَا قَرَأَ لَا بِحَضْرَةِ الْمَيِّتِ وَلَمْ يَنْوِ الْقَارِئُ ثَوَابَ قِرَاءَتِهِ لَهُ أَوْ نَوَاهُ وَلَمْ يَدْعُ (فقَضِيَّتُهُ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِن النِّيَّةِ وَالدُّعَاءِ وَلَا يُغْنِي الدُّعَاءُ عَن النِّيَّةِ؛ لِأَنَّ النِّيَّةَ حَالَ الْقِرَاءَةِ وَالدُّعَاءِ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ فَلْيُتَأَمَّلْ)، وَفِي الْأَذْكَارِ: أَنَّ مُجَرَّدَ نِيَّةِ وُصُولِ الثَّوَابِ لِلْمَيِّتِ لَا يُفِيدُ وَلَوْ فِي الْحَاضِر[1].
الطريقة المتداولة لإهداء الثواب
طَرِيقةُ قِراءةِ الفاتحةِ على الطَّعامِ (أي: إهداءِ ثَوابِ قِراءةِ الفاتحةِ للمَيِّتِ مع ثَوابِ الطَّعامِ) الطَرِيقةُ الْمُتداوِلةُ بين الْمُسلِمين هي طَرِيقةٌ حَسَنةٌ جِدًّا، ويَنْبَغِي لِمَن يُرِيدُ إهداءَ ثَوابِ الطَّعامِ أنْ يَضَعَ بين يَدَيْه الطَّعامَ كُلَّه أوْ مِقدارًا قَلِيلًا مِن جَمِيعِ أَصنافِ الطَّعامِ وكُوبًا مِن الماءِ، ثم يَقْرَأُ:
[1] "تحفة المحتاج مع حاشية الشرواني والعبادي"، كتاب الوصايا، فصل في أحكام معنوية للموصى به...إلخ، ٧/٧٥،٧٤.