على حَسَبِ الحالِ، وإنْ نَوَى إهداءَ ثَوابِ الطَّعامِ إلى أَحَدِ الصّالِحين فذلك أَفْضَلُ، فمَثَلًا يَنوِيْ ويقول في الفُطُوْرِ: اللهم أَوْصِلْ ثَواب فُطُوْرِ اليومِ إلى رُوْحِ النَّبِيِّ الكَرِيمِ ﷺ وبجاهِه إلى جَمِيعِ الأَنْبِياءِ الكِرامِ على نَبِيِّنا وعليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ، ويَنوِيْ إهداءَ أَجْرِ الغَداءِ الّذِي يُؤْكَلُ (أوْ قَدْ أُكِلَ) إلى رُوْحِ الشيخِ عبدِ القادرِ الجِيلانيِّ رحمه الله تعالى وإلى جَمِيعِ الأَولِياءِ الكِرامِ رحمهم الله تعالى ويَنوِيْ إهداءَ ثَوابِ طَعامِ العَشاءِ إلى رُوْحِ الإمامِ أحمد رضا خان رحمه الله تعالى وإلى جَمِيعِ الْمُسْلِمين والْمُسْلِماتِ، والأَفْضَلُ والأَنْسَبُ أنْ يَنْوِيَ إهداءَ الأَجْرِ إلى الْجَمِيعِ كُلَّ مَرَّةٍ، والتَّنَبُّهُ إلى أنّه لا يُهْدِي الأَجْرَ إلّا إذا أَكَلَ الطَّعامَ على نِيَّةٍ صالِحةٍ، فمَثَلًا إنْ أَكَلَ الطَّعامَ للتَّقَوِّيْ على العِبادةِ كانَ للأَكْل ثَوابًا ويَصِحُّ إهداءُ ثَوابِه، وإنْ أَكَلَ بغير نِيَّةٍ صالحةٍ كانَ الأَكْلُ مُباحًا فلا يُثابُ عليه ولا يَأثَمُ، فكيف يهدي الثَّوابِ؟! وإنْ أَطْعَمَ النَّاسَ بنِيَّةِ الثَّوابِ فيُمْكِنُ إهداءُ ثَوابِه[1].
(1) الطَّعامُ الّذِي يُؤْكَلُ بنِيّاتٍ صالِحةٍ يجوز أنْ يُهْدَى ثَوابُه قَبْلَ أَكْلِه أوْ بَعْدَه.
[1] هذه كيفيّة يقولها الناس في شبه القارّة الهنديّة أثناء الدعاء في إهداء الثواب للغير، ويمكن أنْ تكون بأيّ كيفيّة أخرى متضمّنة الدعاء ولا يلزم أن تكون مثلها بحذافيرها.