عنوان الكتاب: فتح الأبواب لمن يبتغي للأموات الأجر والثواب (على المذهب الشافعي)

بئر لأمّ سعد صدقة

عن سيّدنا سعدِ بنِ عُبادة رضي الله تعالى عنه أنّه قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أُمَّ سَعْدٍ ماتَتْ، فأَيُّ الصَّدَقَةِ أفْضَلُ؟ قال : الْمَاءُ»، قال: فحَفَرَ بِئْرًا وقالَ: هذه لأُمِّ سَعْدٍ[1].

حكم قول: شَاة الغوث الأعظم

إخوتي الأحبة! قَوْلُ سَيِّدِنا سَعْدٍ رضي الله تعالى عنه: "هذه لأُمِّ سَعْدٍ" مَعناه: ثَوابُ هذه أُهْدِيه لأُمِّ سَعْدٍ رضي الله تعالى عنهما، وهذا يدل على جوازِ عَزْوُ البَقَرةِ أو الشّاةِ إلى أَحَدِ الأَولياءِ الكِرامِ فلا بَأسَ أنْ نَقُوْلَ: هذه شاةُ الغَوْثِ الأَعظمِ الشَّيْخِ عبْدِ القادِرِ الجِيلانِيِّ رحمه الله تعالى؛ لأنّ مَعْناه: ثَوابُ هذه الشّاةِ نُهْدِيه للغَوْثِ الأَعظمِ رحمه الله تعالى، وفَوْقَ ذلك يَعْزُوْ بَعْضُ النّاسِ أيضًا أُضْحِيَتَه إلى نَفْسِه وإلى غَيْرِه فمَثَلًا: يَأتِيْ أَحَدٌ بشاتِه للأُضْحية وتسأله: لمن هذه الشاة؟ فيقول: هذه شاتي أو: هذه الشاة لِخالي، فإذا لم يَرد عليه شيء فلا يَرد على من يقول: هذه شاةُ الشيخِ عبْدِ القادرِ الجِيلانِيِّ رحمه الله تعالى، وفي الْحَقِيقةِ إنّ الله تعالى مالِكُ كُلِّ شيءٍ، وإنّما يُسَمَّى اللهُ تعالى عِنْدَ الذَّبْحِ سَواءٌ كانَتْ شاةً للأُضْحِيةِ أوْ كانَتْ للْغَوثِ الأعظمِ والمقصد وهب ثوابها لِمن ذُبِحت صدقة على روحه، فنَسْأَلُ اللهَ أنْ يُخَلِّصَنا مِن الوَساوِسِ، آمين بجاهِ النَّبِيِّ الأَمِينِ .


 

 



[1] "سنن أبي داود"، كتاب الزكاة، باب في فضل سقي الماء، ٢/١٨٠، (١٦٨١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33