الكتاب شيئًا مِن القرآن، وأجعلُ له ثوابه على مذهبنا في ذلك، وإن كان المصنّف ممّن لا يعتقد وصوله[1].
استدلّ العلماء على قراءة القرآن الكريم عند القبر أيضًا، بحديث سيدنا عبد الله بن عبّاسٍ رضي الله تعالى عنهما قال: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ»، ثُمَّ قَالَ: «بَلَى، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ».
قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عُودًا رَطْبًا فَكَسَرَهُ بِاثْنَتَيْنِ، ثُمَّ غَرَزَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى قَبْرٍ، ثُمَّ قَالَ: «لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا»[2].
قال الإمام الخطابي رحمه الله تعالى: فيه دليلٌ على اسْتِحباب تلاوة الكتاب العزيز على القبور؛ لأنّه إذا كان يُرجَى عن الميّت التخفيفُ بتسبيح الشجر، فتلاوة القرآن العظيم أكبرُ رجاءً وبركة»[3].
وقال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: وقد استدلّ بعض علمائنا على
[1] "شرح مختصر الروضة"، باب طريفة الطوفي في التصنيف...إلخ، ١/١٠٩.
[2] "صحيح البخاري"، كتاب الجنائز، باب عذاب القبر من الغيبة والبول، ١/٤٦٤، (١٣٧٨)، و"صحيح مسلم"، كتاب الطهارة، باب الدليل على نجاسة البول...إلخ، ص ١٣٦، (٦٧٧).
[3] "عمدة القاري" للعيني، كتاب الوضوء، باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله، ٢/٥٩٨.