عنوان الكتاب: المحافظة على الأعمال الصالحة بعد رمضان

وقال سيدنا أبو علي الدقّاق رحمه الله تعالى: للمتوكّل ثلاث درجات: التوكّل ثمّ التّسليم ثمّ التفويض[1].

في الأمورِ الدنيويّة: "القناعةُ والتوكّلُ" أفضلُ، بينما في الأمور الأخرويّة: "الطمع ونفاد الصبر" أفضل، فلا تظنّوا أنّ الأعمال الصالحة التي قمتم بها كافيةً مهما وصلتُم في الدرجات منها، بل حاولوا المزيد والمزيد[2].

الطمعُ صفةٌ سيّئةٌ وعادةٌ قبيحةٌ للغاية، ينبغي للعبد أنْ يَرضى بما أنعمه اللهُ عليه من رزقٍ ونعمةٍ ومالٍ ومكانةٍ ومنصبٍ فيقنَع بها.

قيل: مَن تبعَتْ عيناه ممّا في أيدي النّاس طال حزنه[3].

كان بلعام بن باعوراء من كبار علماء بنى إسرائيل، وكان مجاب الدعوة، ولكنّه هلك من أجل الحرص والطمع في المال[4].

وعن سيدنا أبي عمرو الشَّيباني رحمه الله تعالى قال: سَأَلَ سيدنا مُوسَى عليه السلام رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا رَبِّ! أَيُّ عِبَادِكَ أَغْنَى؟

قال: أَقْنَعُهُمْ بِمَا أَعْطَيْتُهُ[5].


 

 



[1] "رسالة قشيرية"، باب التوكل، ص ٢٠٣.

[2] "مرآة المناجيح"، ٧/١١٢، تعريبًا من الأردية.

[3] "رسالة قشيرية"، باب القناعة، ص ١٩٨.

[4] "تفسير الطبري"، ٦/١٢٣، [الأعراف: ١٧٦]، مختصرًا.

[5] "القناعة" لابن السني، باب أقنع الناس هم أغنى الناس، ص ٥١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25