غير سالم من الغرابة، وبهذا[1] تبيّن فساد ما قيل: إنه ليس في علم متن اللغة أنّ بعض الألفاظ يحتاج في معرفته إلى أن يبحث عنه في الكتب المبسوطة في اللغة (أو) في علم[2] (التصريف) كمخالفة القياس إذ به يعرف أن ½الأجلل¼ مخالف للقياس دون ½الأجلّ¼ (أو) في علم (النحو) كضعف التأليف والتعقيد اللفظيّ (أو يُدرَك بالحسّ) كالتنافر، إذ به[3] يعرف أنّ ½مستشزراً¼ متنافر دون ½مرتفع¼، وكذا تنافر الكلمات (وهو) أي: ما يبيّن[4] في العلوم المذكورة أو ما يدرك بالحسّ، فالضمير عائد إلى ½مَا¼، ومن زعم أنه عائد إلى ½ما يدرك بالحسّ¼ فقد سها سهواً ظاهراً (ما عدا التعقيد المعنويّ) إذ لا يعرف بتلك العلوم ولا بالحسّ تمييز السالم من التعقيد المعنويّ من غيره، فعلم[5] أنّ مرجع البلاغة بعضُه مبيّن
[1] قوله: [وبهذا] أي: وبما بيّنا معنى كلام المصـ بقولنا ½بمعنى أنّ من تتبّع إلخ¼. قوله ½ما قيل¼ أي: اعتراضاً من بعض الشرّاح وهو الزوزني على المصـ نظراً لظاهر عبارته.
[2] قوله: [في علم] إشارة إلى أنّ قوله ½التصريف¼ مجرور عطفاً على قوله ½متن اللغة¼. قوله ½كمخالفة القياس¼ فيه وفيما يأتي من قوله ½كضعف التأليف والتعقيد اللفظيّ¼ و½كالتنافر¼ مثل ما مرّ من الكلام تحت قوله ½كالغرابة¼. قوله ½إذ به إلخ¼ أي: لأنّ بعلم التصريف إلخ؛ وذلك لأنّ من قواعدهم أنّ المثلين إذا اجتمعا في كلمة وكان الثاني متحرِّكاً ولم يكن زائداً لغرض وجب الإدغام.
[3] قوله: [إذ به إلخ] أي: لأنّ بالحسّ يعرف إلخ, والمراد بالحسّ هنا الحسّ الباطنيّ وهو القوّة المدرِكة للطائف الكلام ووجوه تحسينه ويعبّر عنها بالذوق الصحيح أيضاً. قوله ½وكذا تنافر الكلمات¼ كقوله ع وليس قرب قبر حرب قبر.
[4] قوله: [أي: ما يبيّن إلخ] إشارة إلى المرجع, وقوله ½فالضمير إلخ¼ تفريع على التفسير تنبيهاً على الإشارة. قوله ½فقد سها إلخ¼ لأنّ قضيّته أنّ كلّ ما عدا التعقيد المعنويّ يدرك بالحسّ, وليس كك بل المدرك بالحسّ بعض ما عداه لا جميعه. قوله ½إذ لا يعرف إلخ¼ تعليل لاستثناء التعقيد المعنويّ.
[5] قوله: [فعلم إلخ] أي: فعلم ممّا سبق أنّ بعضَ مرجع البلاغة الثاني وهو الغرابة والمخالفة والضعف والتعقيد اللفظيّ مبيّنٌ في العلوم المذكورة من علم متن اللغة والتصريف والنحو. قوله ½وبعضُه¼ وبعض مرجع البلاغة الثاني مدرَك بالحسّ وهو التنافر سواء كان في الحروف أو في الكلمات.