ساعة¼ دون ½اُنْظُرْ¼ لأنّه في صورة الأمر[1] وإن قصد به الدعاء أو الشفاعة (أو لحمل المخاطب على المطلوب بأن يكون) المخاطب (ممّن لا يحبّ أن يُكذَّب الطالب) أي: يُنسَب إليه الكذب كقولك لصاحبك الذي لا يحبّ تكذيبَك ½تأتيني غداً¼ مقام ½ائْتِنِيْ¼ تَحمِله بألطف وجه على الإتيان لأنه إن لم يأتك غداً صِرتَ كاذباً من حيث الظاهر[2] لكون كلامك في صورة الخبر. (تنبيه الإنشاء كالخبر في كثير[3] ممّا ذكر في الأبواب الخمسة السابقة) يعني: أحوالَ الإسنادِ والمسندِ إليه والمسندِ ومتعلَّقاتِ الفعل والقصرَ (فليعتبره) أي: ذلك الكثيرَ الذي يُشارِك فيه الإنشاءُ والخبرُ (الناظرُ) بنور البصيرة[4] في لطائف الكلام مثلاً الكلام الإنشائيّ أيضاً إمّا مؤكَّد أو غير مؤكَّد والمسند إليه فيه إمّا محذوف أو مذكور إلى غير ذلك.
[1] قوله: [لأنه في صورة الأمر] أي: المُشعِر بالاستعلاء المنافي للأدب. قوله ½وإن قصد به¼ أي: والحال أنّ العبد قاصد بالأمر الدعاء أو الشفاعة, ولعلّ الفرق بينهما بعد اشتراكهما في الطلب باعتبار أنّ الدعاء يلاحظ فيه الخضوع بخلاف الشفاعة, أو باعتبار أنّ الدعاء لنفس الداعي والشفاعة لغير الشفيع.
[2] قوله: [من حيث الظاهر] أي: لا من حيث نفس الأمر لأنّ كلامك في المعنى إنشاء فلا يتّصف بصدق ولا بكذب. قوله ½لكون كلامك في صورة الخبر¼ تعليل لصيرورتك كاذباً من حيث الظاهر.
[3] قال: [في كثير] إنّما قال ذلك لأنّ بعض ما تقدّم لا يجري في باب الإنشاء ككون التأكيد لظنّ خلاف الحكم أو الإنكار فإنّ التأكيد في الإنشاء ليس للشكّ والإنكار من المخاطَب ولا ترك التأكيد لخلوّه من الإيقاع والانتزاع بل لأنه بعيد عن الامتثال أو قريب منه.
[4] قوله: [بنور البصيرة إلخ] فإنّ من له نور البصيرة وقوّة الإدراك لا يخفى عليه اعتبار ذلك الكثير الذي يشارك فيه الإنشاء والخبر. قوله ½إمّا مؤكَّد¼ نحو ½اِضْرِبْ اِضْرِبْ¼. قوله ½إمّا محذوف¼ كأن يقال في السؤال عن زيد بعد ذكره ½هل شاعر¼. قوله ½إلى غير ذلك¼ من كونه مقدَّماً أو مؤخَّراً معرَّفاً أو منكَّراً, وكذا المسند في الإنشاء إمّا اسم أو فعل مطلق أو مقيَّد بمفعول ونحوه, وقس على ذلك.