ولهذا قال[1] (أي: متخصّصاً) أي: مختصًّا (من بـين الرجال) وقد تستعمل صيغة النداء في الاستغاثةِ نحو ½يا لله¼[2] والتعجّبِ نحو ½يا للماء¼، والتحسّرِ والتوجّعِ كما في نداء الأطلال والمنازل والمطايا وما أشبه ذلك (ثمّ الخبر قد يقع موقع الإنشاء إمّا للتفاؤل) بلفظ الماضي[3] دلالة على أنه كأنه وقع نحو ½وفّقك الله للتقوى¼ (أو لإظهار الحرص في وقوعه كما مرّ) في بحث الشرط من أنّ الطالب إذا عظمت رغبته في شيء يكثر تصوّره إيّاه فربما يخيّل إليه حاصلاً نحو ½رزقني الله لقاءك¼ (والدعاءُ بصيغة الماضي من البليغ) كقوله ½رحمه الله¼ (يحتملهما) أي: التفاؤلَ وإظهارَ الحرص، وأمّا غير البليغ فهو ذاهل[4] عن هذه الاعتبارات (أو للاحتراز عن صورة الأمر) كقول العبد للمولى ½ينظر المولى إليّ
[1] قوله: [ولهذا قال إلخ] أي: ولكون هذه الجملة حالاً قال المصـ مفسِّراً للمراد من تلك الجملة: ½أي: متخصِّصاً إلخ¼ أي: أنا أفعل كذا حال كوني متخصِّصاً بهذا الفعل من بين الرجال لما في ذلك من الصعوبة. قوله ½أي: مختصًّا¼ إشارة إلى أنّ زيادة البناء هنا لم تفد شيئاً بل ½متخصِّصاً¼ مثل ½مختصًّا¼.
[2] قوله: [يا لله] أي: يا الله أقبل علينا لإغاثتنا. قوله ½يا للماء¼ يقال ذلك عند شهود كثرة الماء أو ظهور حلاوته. قوله ½كما في نداء الأطلال إلخ¼ نحو أَيَا مَنَازِلَ سَلْمَى أَيْنَ سَلْمَاكِ * مِنْ أَجْلِ هَذَا بَكَيْنَاهَا بَكَيْنَاكِ أي: من أجل عدم وجدان سلمى بكينا على سلمى وبكينا على المنازل. قوله ½وما أشبه ذلك¼ نحو ½يا مرَضي¼ و½يا رأساه¼ و½يا محمّداه¼ كأنك تدعوه وتقول له تعال فأنا مشتاق إليك.
[3] قوله: [بلفظ الماضي] متعلِّق بـ½يقع¼ وإنمّا قيّد به لأنّ التفاؤل إنما يكون بالماضي لا بالمضارع ولا بالاسم.
[4] قوله: [فهو ذاهل إلخ] أي: غافل عن الاعتبارات المناسبة للمقام.