غير تقدير شرط كما يقال لا ينبغي أن يعبد غير الله فالله هو المستحقّ للعبادة، وفيه نظر[1] إذ ليس كلّ ما فيه معنى الشيء حكمه حكم ذلك الشيء، والطبع المستقيم[2] شاهد صدق على صحّة قولنا ½لا تضربُ زيداً فهو أخوك¼[3] بالفاء بخلاف ½أ تضرب زيداً فهو أخوك¼ استفهامَ إنكار فإنّه لا يصحّ إلاّ بالواو الحاليّة (ومنها) أي: من أنواع الطلب (النداء) وهو طلب الإقبال بحرف نائب مناب ½أَدْعُوْ¼ لفظاً أو تقديراً[4] (وقد تستعمل صيغته) أي: صيغة النداء[5] (في غير معناه) وهو طلب الإقبال (كالإغراءِ في قولك لمن أقبل يتظلّم ½يا مظلوم¼)
[1] قوله: [وفيه نظر] أي: وفي هذا القيل نظر. قوله ½إذ ليس إلخ¼ أي: إذ ليس كلّ لفظ فيه معنى لفظ آخر حكمه كحكم ذلك اللفظ الآخر مثلاً الهمزة التي للإنكار في قوله ½أم اتّخذوا¼ وإن كان فيها معنى ½لا ينبغي¼ لكن ليس حكمها حكم ½لا ينبغي¼ فلا يلزم من كون الفاء للتعليل في التنظير كونها له في الآية.
[2] قوله: [والطبع المستقيم] أي: والعقل الناشي ذوقه من تتبّع الاستعمال وتراكيب البلغاء. قوله ½شاهد صدق¼ أي: شاهد صادق, وهذا الكلام تحقيق لما يستفاد من التعليل من أنّ الكلامين قد يكونان بمعنى ويختلفان في اللوازم.
[3] قوله: [لا تضربُ زيداً إلخ] أي: لا ينبغي أن تضربه. قوله ½استفهامَ إنكار¼ أي: حال كونه استفهامَ إنكار بمعنى لا ينبغي أن تضربه, فالكلامان بمعنى ومع ذلك يصحّ الأوّل بالفاء لأنه عطف الجملة الخبريّة على مثلها ولا يصحّ الثاني بالفاء لما فيه من عطف الخبريّة على الإنشائيّة وإن كان الاستفهام بمعنى النفي.
[4] قوله: [لفظاً أو تقديراً] تفصيل للطلب أي: طلباً لفظيًّا بأن تكون آلة الطلب لفظيّة نحو ½يا الله¼ أو تقديريًّا بأن تكون آلته تقديريّة نحو قوله تعالى: ﴿يُوسُفُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَاۚ﴾ [يوسف:٢٩].
[5] قوله: [أي: صيغة النداء] إشارة إلى المرجع, وإضافة الصيغة إلى النداء من إضافة الدالّ إلى المدلول أي: صيغة تدلّ على النداء. قوله ½وهو طلب الإقبال¼ بيان لمعنى النداء الأصليّ, وإضافة الطلب إلى الإقبال للعهد والمراد به الطلب المتقدِّم وهو طلب الإقبال بحرف إلخ.