عنوان الكتاب: مختصر المعاني

خيراً لك، وذلك لأنّ[1] الحامل للمتكلّم على الكلام الطلَبيّ كون المطلوب مقصوداً للمتكلّم إمّا لذاته أو لغيره لتوقّف ذلك الغير على حصوله، وهذا معنى الشرط فإذا ذكرتَ الطلَب[2] وذكرتَ بعده ما يصلح توقّفه على المطلوب غلب على ظنّ المخاطب كون المطلوب مقصوداً لذلك المذكور بعده لا لنفسه فيكون إذاً[3] معنى الشرط في الطلب مع ذكر ذلك الشيء ظاهراً، ولمّا جعل[4] النحاة الأشياء التي يُضمَر حرف الشرط بعدها خمسة أشار المصنف إلى ذلك بقوله (وأمّا العرض كقولك ½ألا تنزل تُصِبْ خيراً¼) أي: إن تنزِلْ تُصِبْ خيراً (فمولّد من الاستفهام) وليس[5] شيئاً آخر برأسه لأنّ الهمزة فيه للاستفهام


 



[1] قوله: [وذلك لأنّ إلخ] أي: وبيان تقدير الشرط بعد الأمور الأربعة المذكورة لأنّ إلخ. قوله ½على الكلام الطلبي¼ أي: بخلاف الحامل له على الكلام الخبريّ فإنّه إفادة المخاطَب مضمونَه أو لازمَ مضمونه. قوله ½إمّا لذاته¼ وهذا نادر. قوله ½لتوقّف ذلك الغير على حصوله¼ علّة لقوله ½أو لغيره¼ أي: أو مقصوداً للمتكلِّم لغيره لتوقّف ذلك الغير على حصول المطلوب, وهذا هو الغالب. قوله ½وهذا معنى الشرط¼ أي: لازم له إذ الشرط هو التعليق ويلزمه التوقّف.

[2] قوله: [فإذا ذكرتَ الطلَب إلخ] كقولك ½أَكْرِمْنِيْ أُكْرِمْكَ¼ فقد ذكرتَ الطلب وهو ½أَكْرِمْنِيْ¼ وذكرتَ بعده شيئاً وهو إكرامك مخاطَبَك ويصلح توقّف هذا الشيء على المطلوب الذي هو إكرام مخاطَبك إيّاك. قوله ½غلب إلخ¼ جواب ½إذا¼. قوله ½لا لنفسه¼ عطف على ½لذلك المذكور بعده¼.

[3] قوله: [فيكون إذاً إلخ] أي: إذا ذكر بعده ما يصلح توقّفه على المطلوب وغلب إلخ فيكون معنى الشرط وهو توقّف الشيء على الشيء في الكلام الطلبيّ ظاهراً فناسب تقدير الشرط لوجود معناه في الكلام, وقد يقال الكلام حينئذ مستغن عن تقديره لتضمّن الكلام الطلبيّ الشرط.

[4] قوله: [ولمّا جعل إلخ] تمهيد لكلام المتن الآتي وبيان أنه جواب عمّا يقال إنّك قد ذكرت أنّ الأمور التي يقدّر الشرط بعدها أربعة مع أنّ النحاة عدّوها خمسة والخامس العرض وهو طلب الشيء طلباً بلا حثّ وتأكيد. قوله ½خمسة¼ فيه أنّ النحاة جعلوا الأشياء التي يضمر بعدها الشرط ثمانية إلاّ أن يُدخَل الدعاءُ والالتماسُ في الأمر والتحضيضُ في العرض. قوله ½أشار المصنف إلى ذلك¼ أي: أشار إلى جواب الاعتراض على كلامه بذلك بقوله إلخ.

[5] قوله: [وليس إلخ] أي: وليس العرض شيئاً آخر برأسه فينبغي أن تُجعَل الأشياء أربعة بإدخال العرض في الاستفهام لتولّده منه. قوله ½لأنّ الهمزة إلخ¼ تعليل لعدم كون العرض شيئاً برأسه وتولّده من الاستفهام. قوله ½للعلم بعدم النزول¼ أي: والاستفهام الحقيقيّ إنّما يكون عند الجهل.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471