(الإنشاء) اعلم أنّ الإنشاء قد يطلق على نفس الكلام الذي ليس لنسبته خارج تطابقه أو لا تطابقه وقد يقال على ما هو فعل المتكلّم أعني إلقاء مثل هذا الكلام[1] كما أنّ الإخبار كذلك، والأظهر أنّ المراد ههنا[2] هو الثاني بقرينة تقسيمِه إلى الطلَب وغير الطلَب وتقسيمِ الطلب إلى التمنّي والاستفهام وغيرهما والمراد بها[3] معانيها المصدريّة لا الكلام المشتمل عليها[4] بقرينة قوله ½واللفظ الموضوع له كذا وكذا¼ لظهور أنّ لفظ ½لَيْتَ¼[5] مثلاً يستعمل لمعنى التمنّي لا لقولنا ½ليت زيداً قائم¼ فافهم،
[1] قوله: [مثل هذا الكلام] أي: كلام ليس لنسبته خارج تطابقه أو لا تطابقه. قوله ½كما أنّ الإخبار كذلك¼ أي: كما أنّ الإخبار قد يطلق على نفس الكلام الذي لنسبته خارج تطابقه أو لا تطابقه وقد يقال على ما هو فعل المتكلِّم أي: إلقاء هذا الكلام.
[2] قوله: [والأظهر أنّ المراد ههنا] أي: المراد بالإنشاء في قول المصـ الآتي: ½إن كان طلباً إلخ¼ وليست الإشارة إلى الترجمة كما يوهمه كلامه لأنه بمعنى الألفاظ المخصوصة الدالّة على المعاني المخصوصة, ففي كلام المصـ صنعة استخدام. قوله ½هو الثاني¼ أي: فعل المتكلِّم. قوله ½بقرينة تقسيمه¼ أي: بقرينة تقسيم المصـ الإنشاءَ, فهو من إضافة المصدر إلى الفاعل وحذف المفعول.
[3] قوله: [والمراد بها إلخ] أي: بالتمنّي والاستفهام وغيرهما, وهذا في معنى العلّة أي: إنما كان ذلك التقسيم قرينة دالّة على ما ذكر لأنّ المراد بها المعاني المصدريّة, وإذا كانت هذه الأقسام بمعانيها المصدريّة ينبغي أن يكون المقسم كذلك لئلاّ يكون بين المقسم والأقسام تباين.
[4] قوله: [لا الكلام المشتمل عليها] أي: على التمنّي والاستفهام وغيرهما. قوله ½بقرينة إلخ¼ لأنّ معناه أنّ اللفظ الموضوع لأجل إلقاء كلام التمنّي مثلاً ½لَيْتَ¼, وهذا مبنيّ على أنّ اللام في قوله ½له¼ للعلّة الغائيّة, والمتبادر أنّها للتعدية ومن المعلوم أنّ الذي وضع له ½لَيْتَ¼ مثلاً هو الطلب القلبيّ لا إلقاء الكلام المخصوص.
[5] قوله: [لظهور أنّ لفظ ½ليت¼ إلخ] أي: إنما كان قوله هذا قرينة على أنّ المراد بالتمنّي وغيره معانيها المصدريّة لظهور أنّ لفظ ½لَيْتَ¼ يستعمل في التمنّي بالمعنى المصدريّ يعني في إلقاء كلام التمنّي وهذا ما يقتضيه سياقه, وهو غير مسلّم فإنّه مستعمل في نفس التمنّي الذي هو الحالة القلبيّة. قوله ½لا لقولنا إلخ¼ أي: لا في مقولنا إلخ.