له ½لَيْتَ¼ ولا يشترط إمكان المتمنّى) بخلاف الترجّي[1] (تقول ½ليت الشباب يعود¼) ولا تقول ½لعلّه يعود¼ لكن إذا كان[2] المتمنّى ممكناً يجب أن لا يكون لك توقّع وطماعية في وقوعه وإلاّ لصار ترجّياً (وقد يتمنّى بـ½هَلْ¼ نحو ½هل لي من شفيع¼ حيث يعلم أن لا شفيع له) لأنه حينئذ[3] يمتنع حمله على حقيقة الاستفهام لحصول الجزم بانتفائه، والنكتة[4] في التمنّي بـ½هَلْ¼ والعدولِ عن ½لَيْتَ¼ هو إبراز المتمنّى لكمال العناية به في صورة الممكن الذي لا جزم بانتفائه.............................
[1] قوله: [بخلاف الترجّي] أي: فإنه يشترط فيه إمكان المترجّى, ولا يتوهّم من قول الشارح هذا أنّ بين التمنّي والترجّي مشاركة في مطلق الطلب وأنّه لا فارق بينهما إلاّ ما ذكر؛ إذ الترجّي ليس من أقسام الطلب على التحقيق بل هو ترقّب الحصول.
[2] قوله: [لكن إذا كان إلخ] أي: إمكان المتمنّى وإن لم يشترط في التمنّي لكنّه إذا كان ممكناً يجب أن لا يكون إلخ, وذلك لأنّ التمنّي يجب أن لا يكون فيه توقّع وطماعية في الوقوع. قوله ½وإلاّ لصار ترجّياً¼ أي: فيستعمل فيه الألفاظ الدالّة على الترجّي كـ½لعلّ¼ و½عسى¼.
[3] قوله: [لأنّه حينئذ] أي: حين يعلم أنه لا شفيع له. قوله ½لحصول الجزم بانتفائه¼ أي: مع أنّ الاستفهام يقتضي عدم الجزم بالانتفاء, وهذا بيان لفائدة قوله ½حيث يعلم إلخ¼.
[4] قوله: [والنكتة إلخ] لمّا كان التمنّي بـ½هَلْ¼ مجازاً والعدولُ عن ½لَيْتَ¼ إلى ½هَلْ¼ خلاف الأصل أشار إلى النكتة فيه وهي إبراز المتمنّى في صورة الممكن, وفيه أنّ ½لَيْتَ¼ لا تنافي أن يكون المتمنّى ممكناً فإنّها تستعمل في الممكن أيضاً فكيف يكون نكتة للعدول عنها, والجواب أنّ المراد في صورة الممكن نصًّا لأنّ المستفهم عنه لا بدّ أن يكون ممكناً غيرَ مجزوم بانتفائه بخلاف المتمنّى فإنّه وإن كان ممكناً قد يكون مجزوماً بانتفائه. قوله ½هو إبراز إلخ¼ الضمير للنكتة وتذكيره باعتبار الخبر. قوله ½لكمال العناية به¼ أي: لإظهار الرغبة فيه.