عنوان الكتاب: مختصر المعاني

(و) قد يتمنّى[1] (بـ½لَوْ¼ نحو ½لو تأتيني فتحدّثَني¼ بالنصب) على تقدير ½فأنْ تحدّثَني¼[2] فإنّ النصب قرينة على أن ½لَوْ¼ ليست على أصلها إذ لا ينصب المضارع بعدها بإضمار ½أنْ¼ وإنّما يضمر بعد الأشياء الستّة[3] والمناسب[4] ههنا هو التمنّي، قال (السكاكي كأنّ حروف التنديم والتحضيض وهي ½هَلاَّ¼ و½أَلاَّ¼ بقلب الهاء همزة و½لَوْلاَ¼ و½لَوْمَا¼ مأخوذة منهما) خبر ½كأنّ¼[5] أي: كأنها مأخوذة من ½هَلْ¼ و½لَوْ¼ اللتَينِ للتمنّي حال كونهما (مركَّبتَينِ مع ½لاَ¼ و½مَا¼ المزيدتين لتضمينهما) علّة لقوله ½مركَّبتَينِ¼[6] والتضمين جعل


 



[1] قوله: [قد يتمنّى] إشارة إلى أنّ قوله ½بلَوْ¼ عطف على قوله ½بهَلْ¼, ولم يذكر الشارح نكتة العدول عن التمنّي بـ½لَيْتَ¼ إلى التمنّي بـ½لَوْ¼ كما ذكر في ½هَلْ¼, وقد يقال إنّ نكتته الإشعار بعزّة متمنّاه حيث أبرزه في صورة ما لم يوجد لأنّ ½لَوْ¼ بحسَب أصلها حرف امتناع لامتناع.

[2] قوله: [على تقدير ½فأنْ تحدّثَني¼] أي: نصب ½تحدثَني¼ مبني على تقدير ½أنْ¼ الناصبة بعد الفاء الجوابيّة, والفعل المنصوب معها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متوهّم والمعنى: أتمنّى إتياناً منك فتحديثاً لي. قوله ½فإنّ النصب قرينة إلخ¼ أي: قرينة لفظيّة, والظاهر أنّه لو رفع الفعل بعدها فإن كان هناك قرينة تدلّ على التمنّي عمل بها وإلاّ فلا. قوله ½ليست على أصلها¼ وهو الشرطيّة والتعليق.

[3] قوله: [بعد الأشياء الستّة] وهي الاستفهام والتمنّي والعرض والأمر والنهي والنفي, فإن قيل الأشياء التي ينصب المضارع في جوابها بتقدير ½أنْ¼ تسعة لا ستّة, قيل التحضيض داخل في العرض, والدعاء داخل في الأمر والنهي, وأمّا الترجّي فلا ينتصب المضارع في جوابه عند البصريين بل عند الكوفيين.

[4] قوله: [والمناسب هنا إلخ] أي: والأولى بالحمل عليه في المثال المذكور من بين تلك الأشياء هو التمنّي لشيوع استعمال ½لَوْ¼ فيه والحمل على الشائع أولى, ثمّ قيل إنّ ½لَوْ¼ المستعملة في التمنّي نقلت من الشرط إلى التمنّي مستقلّة من غير أن يبقى فيها معنى الشرطيّة, وقيل إنها هي التي تستعمل مصدريّة.

[5] قوله: [خبر ½كأنّ¼] أي: قوله ½مأخوذة منهما¼ خبر ½كأنّ¼ وهذا حل للعبارة. قوله ½أي: كأنّها مأخوذة إلخ¼ فيه إشارة إلى أنّ الضمير في ½منهما¼ لـ½هَلْ¼ و½لَوْ¼ وأنّ قوله ½مركَّبتين¼ حال من ذلك الضمير.

[6] قوله: [علّة لقوله ½مركَّبتَينِ¼] أي: فالمعنى أنّ تركيب ½هَلْ¼ و½لَوْ¼ مع ما ذكر إنّما هو لأجل جعلهما دالّتين على معنى التمنّي, فالمراد بالتضمين هنا جعل الشيء مدلولاً للفظ لا جعله جزء من المدلول الذي هو التضمين اصطلاحاً, ونظير ذلك قولك ½ضمّنت الكتاب كذا باباً¼ فليس المراد أنك جعلت الأبواب جزء من أجزاء الكتاب بل المراد أنك جعلت الأبواب نفس الكتاب لا مع زائد عليها, إن قيل إنّ معنى التمنّي حاصل فيهما قبل التركيب فكيف يكون التركيب علّة غائيّة له, قيل المراد بتضمينهما معنى التمنّي هو التمنّي على جهة الوجوب والذي يدلاّن عليه قبل التركيب هو التمنّي على جهة الجواز.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471