½ليتك تقوم¼[1] قصداً إلى حثّه على القيام، والمذكور في الكتاب ليس عبارة السكّاكي لكنه حاصل كلامه، وقوله ½لتضمينهما¼ مصدر مضاف إلى المفعول الأوّل و½معنى التمنّي¼ مفعوله الثاني، ووقع في بعض النسخ ½لتضمّنهما¼ على لفظ التفعّل وهو لا يوافق[2] معنى كلام "المفتاح"، وإنّما ذَكَر هذا[3] بلفظ ½كأنّ¼ لعدم القطع بذلك (وقد يتمنّى بـ½لَعَلَّ¼ فيعطى له حكم ½لَيْتَ¼) وينصب في جوابه[4] المضارع على إضمار ½أنْ¼ (نحو ½لعلّي أحجّ فأزورَك¼ بالنصب لبعد المرجوّ عن الحصول) وبهذا يشبه[5] المحالات والممكنات التي لا طماعية في وقوعها فيتولّد منه معنى التمنّي (ومنها) أي: من أنواع الطلب (الاستفهام)
[1] قوله: [½ليتك تقوم¼] إشارة إلى أصل التمنّي. قوله ½قصداً إلى حثّه على القيام¼ وذلك لإمكان وجود الفعل, وهذا إشارة إلى تولّد التحضيض. قوله ½في الكتاب¼ أي: في المتن.
[2] قوله: [وهو لا يوافق إلخ] أي: التضمّن بلفظ التفعّل لا يوافق معنى كلام "المفتاح" وعدم الموافقة من جهة أنّ كلام "المفتاح" يدلّ على أنّ دلالة ½هَلْ¼ و½لَوْ¼ على التمنّي بفعل فاعل وجعل جاعل والتضمّن بلفظ التفعّل يقتضي أنّ دلالتهما عليه أمر ذاتيّ لا بفعل فاعل, بخلاف التضمين بلفظ التفعيل فإنّه موافق لما يدلّ عليه كلامه.
[3] قوله: [وإنّما ذَكَر هذا إلخ] أي: وإنّما ذكر السكّاكيُّ أخذَ حروف التنديم والتحضيض من ½هَلْ¼ و½لَوْ¼ بلفظ ½كَأَنّ¼ المفيد للظنّ لعدم القطع بذلك الأخذ لأنّ أكثر النحويين على أنّ الحروف وضعت كذلك في أصلها فيجوز أن يكون كلّ حرف منها برأسه غير مأخوذ ممّا ذكر.
[4] قوله: [وينصب في جوابه إلخ] بيان للحكم الذي يعطى لـ½لَعَلَّ¼ وهو نصب المضارع في جوابه بإضمار ½أَنْ¼, ثمّ إنّ نصب المضارع بعد ½لَعَلَّ¼ لا يدلّ على أنها مستعملة في التمنّي إلاّ على مذهب البصريّين الذين لا ينصبون المضارع في جواب الترجّي إذ لا جواب له عندهم لا على مذهب الكوفيّين الذين يجوِّزون نصب المضارع في جوابه بإضمار ½أَنْ¼.
[5] قوله: [وبهذا يشبه إلخ] أي: وبسبب هذا البعد يُشبِه ذلك المرجوُّ البعيدُ الحصولِ المحالَ بجامع عدم الحصول في كلّ فيتولّد من ذلك البعد أو من الشبه المذكور معنى التمنّي لأنّ التمنّي طلب محالٍ أو ممكنٍ لا طماعية في وقوعه.