الشيء في ضمن الشيء تقول ½ضمّنت الكتاب كذا باباً¼[1] إذا جعلته متضمّناً لتلك الأبواب يعني أنّ الغرض المطلوب من هذا التركيبِ والتزامِه هو جعل ½هَلْ¼ و½لَوْ¼ متضمِّنتَينْ (معنى التمنّي ليتولّد) علّة لتضمينهما[2] يعني أنّ الغرض من تضمينهما معنى التمنّي ليس إفادةَ التمنّي بل أن يتولّد (منه) أي: من معنى التمنّي[3] المتضمِّنتين هما إيّاه (في الماضي التنديم نحو ½هلاّ أكرمت زيداً¼) و½لوما أكرمته¼ على معنى[4] ½ليتك أكرمته¼ قصداً إلى جعله نادماً على ترك الإكرام (وفي المضارع التحضيض نحو ½هلاّ تقوم¼) و½لوما تقوم¼ على معنى
[1] قوله: [كذا باباً] أي: أحد عشر باباً أو اثني عشر باباً مثلاً. قوله ½متضمِّناً لتلك الأبواب¼ أي: مشتملاً عليها اشتمال الكلّ على أجزائه. قوله ½والتزامِه¼ عطف على التركيب والضمير أيضاً للتركيب أي: الغرض من هذا التركيب ومن الاعترافِ به والقولِ به مع أنّ الأصل في كلّ كلمة أن تكون بسيطة هو جعلهما متضمِّنتين أي: مستلزمتين معنى التمنّي, والإضافة في ½معنى التمنّي¼ بيانيّة.
[2] قوله: [علّة لتضمينهما] أي: فالمعنى أنّ تضمين ½هَلْ¼ و½لَوْ¼ معنى التمنّي بتركيبهما مع ½لاَ¼ و½مَا¼ المزيدتين إنّما هو ليتولّد من معنى التمنّي الذي تضمّنتاه التنديمُ مع الفعل الماضي والتحضيضُ مع الفعل المضارع لا لإفادة معنى التمنّي, فالتمنّي ليس مقصوداً بالذات بل يتوصّل به إلى التنديم والتحضيض.
[3] قوله: [أي: من معنى التمنّي] إشارة إلى مرجع الضمير. قوله ½المتضمِّنتين¼ بصيغة اسم الفاعل صفة للتمنّي جرت على غير ما هي له ولذا أبرز الضمير.
[4] قوله: [على معنى إلخ] أي: بمعنى ½ليتك أكرمته¼, وهذا إشارة إلى أصل التمنّي. قوله ½قصداً إلخ¼ إشارة إلى تولّد التنديم, ووجه تولّد التنديم في الماضي أنّ الفعل بعد فوات وقته لا يمكن طلبه في وقته حقيقة نعم! يمكن تمنِّيه لصيرورته محالاً, والتمنّي إنّما يكون في الأمور المحبوبة فإذا سمع المخاطَب مثلَ هذا الكلام علم أنه فاته الأمرُ المحبوبُ فندم على ذلك.