السكّاكي (ينتقض بنحو ½نهاره صائم¼) و½ليله قائم¼ وما أشبه ذلك ممّا يشتمل على ذكر الفاعل الحقيقي (لاشتماله على ذكر طرفي التشبيه) وهو مانع من حمل الكلام على الاستعارة كما صرّح به السكّاكي، والجواب أنه [1] إنّما يكون مانعاً إذا كان ذكرهما على وجهٍ ينبئ عن التشبيه بدليل أنه جعل قوله: ½قد زرّ أزراره على القمر¼ من باب الاستعارة مع ذكر الطرفين، وبعضهم [2] لَمّا لَم يقف على مراد السكّاكي بالاستعارة بالكناية أجاب عن هذه الاعتراضات بما هو بريء منه ورأينا تركه أولى.
(أحوال المسند إليه)
أي: الأمور العارضة له من حيث إنه مسند إليه[3] وقدّم المسند إليه على المسند لما سيأتي (أمّا حذفه) قدّمه على سائر الأحوال لكونه عبارة عن عدم الإتيان به وعدمُ الحادث
[1] قوله: [والجواب أنه] أي: ذكرَ الطرفين. قوله ½ينبئ عن التشبيه¼ بأن لا يصحّ المعنى إلاّ بملاحظة التشبيه, وذلك إذا وقع المشبّه به خبراً عن المشبّه أو صفة له أو كان بينهما إضافةٌ تشبيهيّة نحو ½زيد أسد¼ و½رأيت بكراً أسداً¼ و½لجين الماء¼, وأمّا إذا لم يكن ذكرهما على هذا الوجه لم يكن مانعاً من حمل الكلام على الاستعارة كما في قولك ½سيف زيد في يد أسد¼ وكذا في قولك ½نهاره صائم¼ و½ليله قائم¼. قوله ½مع ذكر الطرفين¼ وهما القمرُ المشبّه به وضميرُ ½أزراره¼ الراجعُ للشخص المشبّه بالقمر.
[2] قوله: [وبعضهم إلخ] وهو الشارح الخلخالي. قوله ½لمّا لم يقف إلخ¼ لأنه زعم أنّ مذهب السكّاكي في الاستعارة بالكناية أن يذكر المشبّه ويراد المشبّه به حقيقة كما اعتقده المصـ. قوله ½رأينا تركه أولى¼ أي: رأينا عدم ذكره في هذا المختصر أولى وإن أردت الاطّلاع عليه فعليك بـ"المطوّل".
[3] قوله: [من حيث إنه مسند إليه] احترز به عن الأمور العارضة له لا من هذه الحيثيّة بل من حيث الوضع ككونه حقيقة أو مجازاً أو من حيث كونه لفظاً ككونه كلّياً أو جزئيًّا أو من حيث ذاته ككونه جوهراً أو عرضاً أو من حيث عدد حروفه ككونه ثلاثيًّا أو رباعيًّا إلى غير ذلك من الأحوال. قوله ½لما سيأتي¼ أي: لأنه الركن الأعظم.