يعتدّ بها[1] (كقوله:) فَلَمَّا أَنْ جَرَى[2] سِمَنٌ عَلَيْهَا * (كَمَا طَيَّنْتَ بِالْفَدَنِ) أي: بالقصر (السِيَاعَا) أي: الطين المخلوط بالتِبن، والمعنى كما طيّنتَ الفدَن بالسياع[3] يقال: ½طيّنتُ السطحَ والبيتَ¼، ولقائل أن يقول: إنّه يتضمّن من المبالغة في وصف الناقة بالسِمن ما لا يتضمّنه قولُنا: ½كما طيّنتَ الفدن بالسياع¼ لإيهامه[4] أنّ السياع قد بلغ من العظم والكثرة إلى أن صار بمنزلة الأصل والفدن بالنسبة إليه كالسياع بالنسبة إلى الفدن.
(أحوال المسند)
(أمّا تركه فلِما مرّ) في حذف المسند إليه[5] (كقوله:) وَمَنْ يَكُ أَمْسَى بِالْمَدِيْنَةِ رَحْلُهُ * (فَإنِّيْ وَقَيَّارٌ بِهَا لَغَرِيْبُ) الرحل هو المنزل والمأوى، و½قيّار¼ اسم فرس أو جمل للشاعر وهو ضابئ بن الحارث كذا في "الصحاح"، ولفظ البيت خبر ومعناه التحسّر والتوجّع، فالمسند إلى
[1] قوله: [يعتدّ بها] فيه إشارة إلى أنّ الملاحة التي يوجبها القلب غير معتدّ بها على هذا القول.
[2] قوله: [فَلَمَّا أَنْ جَرَى] ½أَنْ¼ زائدة و½جَرَى¼ بمعنى ظهر, و½سِمَنٌ¼ ضدّ الهزال, والضمير في ½عَلَيْهَا¼ للناقة, و½مَا¼ في ½كَمَا طَيَّنْتَ¼ مصدريّة, وجواب ½لَمَّا¼ في البيت بعده وهو قوله: أمرت بها الرجال ليأخذوها * ونحن نظن أن لن تستطاعا.
[3] قوله: [كما طيّنتَ الفدَن بالسياع] فيه إشارة إلى الأصل وإلى مقصود الشاعر وهو تشبيه الناقة في سمنها بالفدن أي: بالقصر المطيَّن بالسياع. قوله ½طيّنت السطح¼ أي: أصلحته وسوّيته بالطين.
[4] قوله: [لإيهامه إلخ] أي: لإيهام القلب إلخ, إن قيل لا لطف في الوصف بكثرة تطيين القصر فلا اعتداد به. قيل وإن لم يكن فيه لطف في نفسه لكنّ فيه لطفاً بالنسبة إلى المقصود المترتِّب عليه وهو إفادة المبالغة في وصف الناقة بالسِمن كما أشار إليه الشارح بقوله ½إنّه يتضمّن من المبالغة إلخ¼.
[5] قوله: [في حذف المسند إليه] كالاحترازِ عن العبث وتخييلِ العدول إلى أقوى الدليلين وضيقِ المقام واتّباعِ الاستعمال وغيرِ ذلك. قوله ½والمأوى¼ مرادف للمنزل. قوله ½اسم فرس أو جمل¼ في نسخة ½أو غلام¼ ففي ½قيّار¼ أقوال ثلاثة كما في حاشية السيِّد على "المطوّل".