عنوان الكتاب: مختصر المعاني

(السكّاكي مطلقاً) وقال: إنّه ممّا يُورِث الكلام ملاحةً[1] (ورَدّه غيرُه) أي: غيرُ السكّاكي (مطلقاً) لأنه عكسُ المطلوب ونقيضُ المقصود (والحقّ أنه إنْ تضمّن اعتباراً لطيفاً) غيرَ الملاحة التي أورثها نفسُ القلب (قُبِل كقوله: وَمَهْمَةٍ) أي: مفازةٍ (مُغْبَرَّةٍ) أي: متلوِّنة بالغَبْرة[2] (أَرْجَاؤُهُ) أي: أطرافه ونواحيه، جمع الرجا مقصوراً (كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ سَمَاؤُهُ) على حذف المضاف[3] (أي: لونها) يعني: لون السماء، فالمصراع الأخير من باب القلب، والمعنى كأنّ لون سمائه لغبرتها لون أرضه، والاعتبار اللطيف[4] هو المبالغة في وصف لون السماء بالغبرة حتّى كأنه صار بحيث يُشبَّه به لونُ الأرض في ذلك مع أنّ الأرض أصل فيه (وإلاّ) أي: وإن لم يتضمّن اعتباراً لطيفاً (رُدَّ) لأنه عدول عن مقتضى الظاهر من غير نكتة


 



[1] قوله: [ملاحةً] أي: حسناً, وذلك لأنّ قلب الكلام ممّا يحوِّج إلى التنبّه للأصل وهو مورث الحسن.

[2] قوله: [بالغَبرة] أي: التراب, قوله ½جمع الرجا مقصوراً¼ وهو بمعنى الناحية, أي: لا جمع ½الرجاء¼ ممدوداً الذي هو بمعنى تعلُّق القلب بمرغوب مع الأخذ في الأسباب, والمناسب لـ½أَرْجَاؤُه¼ أن يقول ½جمع رجا مقصوراً¼ بدون اللام.

[3] قوله: [على حذف المضاف] وذلك لأنه لا مناسبة بين لون الأرض وذات السماء حتّى يشبّه بها فالمشبّه محذوف والتقدير: ½كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ لَوْنُ سَمَائِهِ¼ كما أشار إليه المصـ بقوله ½أي: لونها¼.

[4] قوله: [والاعتبار اللطيف] أي: الزائد على مجرّد لطافة القلب. قوله ½كأنّه¼ أي: كأنّ لون السماء. قوله ½في ذلك¼ أي: في الغبرة. قوله ½مع أنّ الأرض¼ أي: لون الأرض. قوله ½أصل فيه¼ أي: في ذلك التشبيه, فالأصل أن يشبّه لون السماء بلون الأرض, ومن القلب قوله تعالى: ﴿وَيَوۡمَ يُعۡرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ [الأحقاف:٢٠] وفيه إشارة إلى أنّ الكفّار مقهورون لا اختيار لهم والنار متصرِّفة فيهم وهم كالمتاع الذي يَتصرّف فيه من يُعرَض عليه.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471