عنوان الكتاب: مختصر المعاني

فالمحذوف ههنا هو خبر الأوّل بقرينة الثاني وفي البيت السابق بالعكس (وقولك: ½زيد منطلق وعمرو¼) أي: وعمرو منطلق، فحذف للاحتراز عن العبث من غير ضيق المقام[1] (وقولك: ½خرجت فإذا زيد¼) أي: موجود أو حاضر أو واقف أو بالباب أو ما أشبه ذلك[2] فحذف لما مرّ مع اتّباع الاستعمال؛ لأنّ ½إذا¼ المفاجأةِ[3] تدلّ على مطلق الوجود وقد ينضمّ إليها قرائن تدلّ على نوع خصوصيّة كلفظ الخروج[4] المُشعِر بأنّ المراد: فإذا زيد بالباب أو حاضر أو نحو ذلك وقوله: (إِنَّ مَحَلاًّ[5] وَإِنَّ مُرْتَحَلاً) * وَإِنَّ فِي السَفْرِ إِذْ مَضَوْا مَهَلاً (أي:) إنّ (لنا في الدنيا) حلولاً (ولنا عنها) إلى الآخرة ارتحالاً، والمسافرون قد توغّلوا في المُضِيّ لا رجوع لهم ونحن على أثَرِهم[6] عن قريب، فحذف المسند الذي هو ظرف


 



[1] قوله: [من غير ضيق المقام] إشارة إلى الفرق بين هذا المثال وبين ما قبله وهو أنّ حذف الخبر فيما قبله للاحتراز عن العبث مع ضيق المقام وهنا للاحتراز عن العبث من غير ضيق المقام.

[2] قوله: [أو ما أشبه ذلك] نحو ½قائم¼ أو ½قاعد¼. قوله ½لما مرّ¼ أي: لنكتة مرّت في المثال الذي قبله وهي الاحتراز عن العبث من غير ضيق المقام. قوله ½مع اتّباع الاستعمال¼ أي: الوارد على ترك المسند إذا وقع المسند إليه بعد ½إذا¼ الفجائيّة, وهذا إشارة إلى نكتة زيادة هذا المثال بعد ما قبله.

[3] قوله: [لأنّ ½إذا¼ المفاجأةِ إلخ] بإضافة ½إذا¼ إلى ½المفاجأةِ¼ من إضافة الدالّ إلى المدلول كما تقول ½لام الابتداءِ¼, ثمّ الظاهر أنّ هذا تعليل لكون الحذف لما مرّ لأنّ الحذف لما مرّ يتضمّن وجودَ القرينة فبيّنها بهذا التعليل وليس تعليلاً لاتّباع الاستعمال. قوله ½وقد ينضمّ إليها إلخ¼ فيه إشارة إلى أنّه إذا كان الخبر مخصوصاً لا يجوز أن تجعل قرينتُه مجرّدَ ½إذا¼ الفجائيّةِ لأنها إنما تدلّ على مطلق الوجود فلا بدّ للخصوصيّة ممّا يدلّ على تلك الخصوصيّة.

[4] قوله: [كلفظ الخروج] أي: في المثال المذكور. قوله ½أو نحو ذلك¼ كواقف أو جالس.

[5] قال: [إنّ محلاًّ] مصدر ميميّ بمعنى الحلول, وكذا قوله ½مرتَحَلاً¼ بفتح التاءِ والحاءِ بمعنى الارتحال. قوله ½وَإِنَّ فِي السَفْرِ¼ السَفْر اسم جمع للمسافر وليس بجمع له لأنّ ½فَعْلا¼ ليس من أبنية الجمع. قوله ½مَهَلاً¼ بفتح الميمِ والهاءِ مصدر بمعنى الإمهال وطول الغيبة أي: بُعْداً وطولاً عن الرجوع.

[6] قوله: [ونحن على أَثَرِهم إلخ] هذا مأخوذ من قوله ½إنّ محلاًّ¼ لأنّ الحلول في الشيء يدلّ على عدم الإقامة فيه كثيراً. قوله ½هو ظرف قطعاً¼ أي: بخلاف ما قبله وهو ½فإذا زيد¼ فإنه ليس الخبر فيه ظرفاً قطعاً بل يحتمل أن يقدّر ظرفاً نحو ½فإذا زيد بالباب¼ وأن يقدّر غيره نحو ½فإذا زيد قائم¼.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471