عنوان الكتاب: مختصر المعاني

لأنّ ½إلاّ¼ للإخراج[1] والإخراج يقتضي مُخرَجاً منه (عامّ) ليَتناول المستثنى وغيرَه فيتحقّق الإخراج (مناسب للمستـثـنى في جنسه) بأن يقدَّر في نحو ½ما ضرب إلاّ زيد¼ ½ما ضرب أحد¼[2] وفي نحو ½ما كَسَوتُه إلاّ الجُبّةَ¼ ½ما كسوته لباساً¼ وفي نحو ½ما جاءني إلاّ راكباً¼ ½ما جاءني كائناً على حال من الأحوال¼ وفي نحو ½ما سِرتُ إلاّ يومَ الجمعة¼ ½ما سرتُ وقتاً من الأوقات¼، وعلى هذا القياس[3] (و) في (صفته) يعني: في الفاعلية والمفعولية والحالية ونحو ذلك، وإذا كان النفيُ متوجِّهاً إلى هذا المقدَّر العامِّ المناسبِ للمستثنى في جنسه وصفتِه (فإذا أُوجِبَ[4] منه) أي: من ذلك المقدَّر (شيء بـ½إلاّ¼ جاء القصر) ضرورةَ بقاءِ ما عداه على صفة الانتفاء (وفي ½إنّما¼ يؤخَّر المقصورُ عليه تقول: ½إنّما ضَربَ زيد عمراً¼) فيكون القيدُ الأخير[5] بمنزلة الواقع بعدَ ½إلاّ¼ فيكون هو المقصور عليه............................................


 



[1] قوله: [لأنّ ½إلاّ¼ للإخراج] علّة لقوله ½يتوجّه إلى مقدَّر¼, والاستثناء المفرَّغ لا يقدَّر فيه المستثنى منه إلاّ متناوِلاً للمستثنى فيكون متّصلاً دائماً فلا يرد أنّ ½إلاّ¼ في الاستثناء المنقطع لا تكون للإخراج بل بمعنى ½بَلْ¼ فلا يتأتّى فيه هذا التوجيه.

[2] قوله: [½ما ضرب أحد¼] أي: فـ½أحد¼ عامّ شامل لزيد وغيره ومناسب له من حيث إنّه جنس له أي: صالح لأن يحمل عليه, وكذا يقال فيما بعده.

[3] قوله: [وعلى هذا القياس] أي: فيقدَّر في ½ما صلّيت إلاّ في المسجد¼: ½ما صلّيت في مكان¼, وفي ½ما طاب زيد إلاّ نفساً¼: ½ما طاب زيد شيئاً¼, وفي ½لا أعطيك إلاّ درهماً¼: ½لا أعطيك شيئاً¼, وفي ½ما مررت إلاّ بزيد¼: ½ما مررت بأحد¼, وفي مثل ½ما اشتريت الجارية إلاّ نصفها¼: ½ما اشتريت جزءاً منها¼. قوله ½ونحو ذلك¼ أي: كالظرفيّة.

[4] قال: [فإذا أوجب] أي: أثبت من ذلك المقدَّر, والفاء رابطة لهذا الكلام بالشرط الذي قدّره الشارح. قال: ½بإلاّ¼ أي: بواسطة ½إلاّ¼. قوله ½ما عداه¼ أي: ما سوى الشيء المثبَت. قوله ½على صفة الانتفاء¼ الإضافة فيه بيانيّة أي: على صفة هي الانتفاء, ولا شكّ أنّ إثبات شيء ونفي غيره هو القصر.

[5] قوله: [فيكون القيد الأخير] أي: الجزء الأخير في الجملة الداخل عليه ½إنما¼ من الفاعل والمفعول والمتعلِّق وغير ذلك.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471