عنوان الكتاب: مختصر المعاني

إلاّ زيد¼ والمفعولَين نحو: ½ما أعطيتُ زيداً إلاّ درهماً¼ و½ما أعطيتُ درهماً إلاّ زيداً¼ وغيرِ ذلك من المتعلِّقات[1] (ففي الاستثناء يؤخَّر المقصور عليه معَ أداة الاستثناء) حتّى لو أريدَ القصرُ على الفاعل قيل: ½ما ضرب عمراً إلاّ زيد¼ ولو أريد القصر على المفعول قيل: ½ما ضرب زيد إلاّ عمراً¼ ومعنى قصرِ الفاعل[2] على المفعول مَثَلاً قصرُ الفعل المسنَد إلى الفاعل على المفعول، وعلى هذا[3] قياسُ البَواقي، فيرجع في التحقيق إلى قصر الصفة على الموصوف وبالعكس، ويكون حقيقيًّا وغيرَ حقيقيّ إفراداً وقلباً وتعييناً، ولا يخفى اعتبار ذلك[4] (وقَلَّ) أي: جاز على قلّة (تقديمُهما) أي: تقديم المقصورِ عليه وأداةِ الاستثناء على


 



[1] قوله: [وغير ذلك من المتعلِّقات] كالمفعولِ له نحو ½ما ضربت إلاّ تأديباً¼ والمفعولِ فيه نحو ½ما جلست إلاّ عندك¼ والحالِ نحو ½ما جاء زيد إلاّ راكباً¼ والتمييزِ نحو ½ما طاب زيد إلاّ نفساً¼ والمجرورِ نحو ½ما مررت إلاّ بزيد¼, وكذا الصفة نحو ½ما جاء رجل إلاّ فاضل¼ والبدل نحو ½ما جاء أحد إلاّ أخوك¼, ولكن لا يقع القصر في المفعولِ معه فلا يقال ½ما سرت إلاّ والنيل¼ لأنّه لم يسمع, وكذا لا يقع بين الفعل ومصدره المؤكِّد إجماعاً فلا يقال ½ما ضربت إلاّ ضرباً¼.

[2] قوله: [ومعنى قصر الفاعل إلخ] جواب سؤال وهو أنّ الفاعل ذات وكذا المفعول به فكيف يقصر أحدهما على الآخر مع أنّ القصر إمّا قصر الصفة على الموصوف أو بالعكس. قوله ½مثلاً¼ أي: أو قصر المفعول على الفاعل أو أحد المفعولين على الآخر أو ذي الحال على الحال.

[3] قوله: [وعلى هذا] أي: وعلى معنى قصر الفاعل على المفعول المذكور. قوله ½قياس البواقي¼ أي: قياس معنى البواقي أي: فمعنى ½ما جاء زيد إلاّ راكباً¼ أنّه مقصور في زمان المجيء على صفة الركوب فهو من قصر الموصوف على الصفة. قوله ½فيرجع إلخ¼ تفريع على مجموع قوله ½ومعنى قصر الفاعل إلخ¼ وقوله ½وعلى هذا إلخ¼ فقوله ½إلى قصر الصفة على الموصوف¼ ناظر إلى نحو قصر الفاعل وقوله ½وبالعكس¼ ناظر إلى نحو قصر ذي الحال الداخل في قوله ½البواقي¼.

[4] قوله: [ولا يخفى اعتبار ذلك] فإذا قلت ½ما ضرب زيد إلاّ بكراً¼ فإنّ أريد به ما مضروبُ زيدٍ إلاّ بكر دون كلِّ غيرِ بكر كان القصر حقيقيًّا, وإن أريد دون خالد كان إضافيًّا ثمّ إن أريد به الردّ على من زعم أنّ مضروب زيد بكر وخالد مثلاً كان إفراداً أو على من زعم أنّ مضروبه خالد دون بكر كان قلباً أو على من شكّ في مضروبه منهما كان تعييناً, وقس عليه سائر المتعلِّقات.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471