هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ﴾ [البقرة:١٢] للردّ عليهم مؤكَّداً بما تَرَى) مِن إيرادِ الجملة[1] الاسمية الدالّة على الثبات وتعريفِ الخبر الدالّ على الحصر وتوسيطِ ضمير الفصل المؤكِّد لذلك وتصديرِ الكلام بحرف التنبيه الدالّ على أنّ مضمون الكلام ممّا له خطر وبه عناية[2] ثمّ التأكيدِ بـ½إنّ¼ ثمّ تعقيبِه بما يدلّ على التقريع والتوبيخ وهو قوله: ﴿وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ﴾ (ومَزيّةُ ½إنّما¼[3] على العطف أنّه يُعقَل منها) أي: مِن ½إنّما¼ (الحُكمان) أعني: الإثباتَ للمذكور والنفيَ عمّا عداه (معاً) بخلاف العطف فإنّه يُفهَم منه أوّلاً الإثباتُ ثمّ النفيُ نحو: ½زيد قائم لا قاعد¼ وبالعكس نحو: ½ما زيد قائماً بل قاعداً¼ (وأَحسنُ مَواقِعها) أي: مواقِع ½إنّما¼ (التعريضُ نحو: ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [الرعد:١٩] فإنّه تعريض[4] بأنّ الكفّار مِن فَرطِ جَهلِهم كالبهائم فطَمعُ النظرِ) أي: التأمّلِ (منهم كطَمعِه منها) أي: كطمع النظرِ مِن البَهائم (ثمّ القصرُ كما يقع بين المبتدأ والخبر على ما مرّ يَقعُ بين الفعل والفاعل) نحو: ½ما قام إلاّ زيد¼ (وغيرِهما) كالفاعل والمفعول نحو: ½ما ضرب زيد إلاّ عمراً¼ و½ما ضرب عمراً
[1] قوله: [من إيراد الجملة إلخ] من إضافة الصفة إلى الموصوف أي: من الجملة الاسميّة المورَدة إلخ، إذ المؤكِّد جملة اسميّة لا إيرادها, وهذا بيان لـ½ما¼ في قوله ½بما ترى¼. قوله ½الدالّ على الحصر¼ أي: على حصر المسند في المسند إليه. قوله ½المؤكِّد لذلك¼ أي: للحصر المستفاد من تعريف الخبر.
[2] قوله: [وبه عناية] من عطف المسبَّب على السبب أي: ممّا له خطر يوجب العناية بإثباته. قوله ½والتوبيخ¼ عطف تفسيريّ للتقريع. قوله ½وهو قوله إلخ¼ وإنما يدلّ هذا على التقريع والتوبيخ لإفادته أنهم من جملة الموتى الذين لا شعور لهم وإلاّ لأدركوا كونهم مفسدين بلا تأمّل.
[3] قال: [ومزيّة ½إنما¼] أي: شرفها وفضلها. قال: ½معاً¼ أي: وتعقّل الحكمين معاً أرجح إذ لا يذهب فيه الوهم إلى عدم القصر من أوّل الأمر كما في المعطوف. قال: ½مواقعها¼ أي: مواضعها. قال: ½التعريض¼ أي: الكلام الذي يراد به التعريض وهو أن يستعمل الكلام في معنى ليفهم منه معنى آخر.
[4] قال: [فإنه تعريض إلخ] وذلك لأنا نجزم بأنّه ليس المراد ظاهره فقط وهو حصر تعقّل الحقّ في أرباب العقول فإنّه معلوم فهو تعريض بأنّ الكفّار إلخ.