المقصور (حال كونهما بحالهما) وهو أن يَلِيَ المقصورُ عليه الأداةَ (نحو: ½ما ضرب إلاّ عمراً زيد¼) في قصر الفاعل على المفعول (و½ما ضرب إلاّ زيد عمراً¼) في قصر المفعول على الفاعل، وإنّما قال[1] ½بحالهما¼ احترازاً عن تقديمهما معَ إزالتهما عن حالهما بأن يؤخَّر الأداة عن المقصور عليه كقولك في ½ما ضرب زيد إلاّ عمراً¼: ½ما ضرب عمراً إلاّ زيد¼ فإنّه لا يجوز ذلك لِما فيه من اختلالِ المعنى[2] وانعكاسِ المقصود وإنّما قَلَّ تقديمُهما بحالهما (لاستلزامه قصرَ الصفةِ قبلَ تمامِها) لأنّ الصفة المقصورة على الفاعل مَثلاً هي الفعل الواقع على المفعول لا مطلقُ الفعل فلا يَتمّ المقصودُ قبل ذكرِ المفعول فلا يحسن قصرُه وعلى هذا فقِسْ[3] وإنّما جاز على قلّةٍ نظراً إلى أنّها في حكم التامّ باعتبار ذكر المتعلّق في الآخِر (ووجهُ الجميع) أي: السبب في إفادة النفيِ والاستثناءِ القصرَ فيما بين المبتدأ والخبر[4] والفاعل والمفعول وغير ذلك (أنّ النفيَ في الاستثناء المفرَّغ) الذي حُذف فيه المستـثـنى منه وأُعرب ما بعد ½إلاّ¼ بحسَب العوامل (يَتوجَّه إلى مقدَّر وهو مستـثـنى منه)
[1] قوله: [وإنما قال إلخ] بيان لفائدة العبارة. قوله ½بأن يؤخَّر إلخ¼ تصوير لإزالتهما عن حالهما.
[2] قوله: [من اختلال المعنى] بيان لـ½ما¼, واختلالُ المعنى هو انقلاب المقصود فقوله ½وانعكاس المقصود¼ تفسير لما قبله؛ وذلك لأنّ معنى قولك ½ما ضرب زيد إلاّ عمراً¼ قصر ضاربيّة زيد على عمرو مع جواز أن يكون عمرو مضروباً لغير زيد ومعنى قولك ½ما ضرب عمراً إلاّ زيد¼ قصر مضروبيّة عمرو على زيد مع جواز أن يكون زيد ضارباً لغير عمرو.
[3] قوله: [وعلى هذا فقِسْ] أي: وعلى البيان المذكور للصفة المقصورة فقس تقول في قصر الفاعل على المفعول إنّ الصفة المقصورة على المفعول هي الفعل المتعلِّق بالفاعل فلا يتمّ المقصور قبل ذكر الفاعل فلا يحسن قصره وهكذا. قوله ½وإنما جاز إلخ¼ أي: وإنما جاز تقديمهما حال كونهما على حالهما على قلّة كما يدلّ عليه قوله ½وقلّ إلخ¼ أي: ولم يمتنع نظراً إلى إلخ.
[4] قوله: [فيما بين المبتدأ والخبر إلخ] بيان للجميع. قوله ½وغير ذلك¼ أي: فيما بين الحال وصاحبها, وفيما بين المفعولين. قوله ½الذي حذف فيه المستثنى منه إلخ¼ بيان للاستثناء المفرَّغ.