(ولا يجوز تقديمه[1]) أي: تقديم المقصور عليه بـ½إنّما¼ (على غيره للإلباس) كما إذا قلنا في ½إنّما ضرب زيد عمراً¼: ½إنّما ضرب عمراً زيد¼، بخلاف النفي والاستثناءِ فإنّه لا إلباس فيه[2] إذ المقصورُ عليه هو المذكور بعدَ ½إلاّ¼ سواءٌ قُدّم أو أخّر، وههنا ليس ½إلاّ¼ مذكوراً في اللفظ بل تضمّناً (و½غيرُ¼ كـ½إلاّ¼ في إفادة القصرَين) قصرِ الموصوف[3] على الصفة وقصرِ الصفة على الموصوف إفراداً وقلباً وتعييناً (و) في (امتناعِ مجامعة ½لاَ¼) العاطفة لِما سبق[4] فلا يصحّ ½ما زيد غير شاعر لا كاتب¼ ولا ½ما شاعر غير زيد لا عمرو¼.
[1] قال: [ولا يجوز تقديمه] ههنا نظر وهو أنّ تقديم المقصور عليه جائز إذا كان نفس التقديم مفيداً للقصر كما في قولنا ½إنما زيداً ضربت¼ فإنّه لقصر الضرب على زيد, ويمكن الجواب بأنّ الكلام فيما إذا كان القصر مستفاداً من ½إنما¼ وهذا ليس كذلك, وفيه أنّ الحكم بأنّ ½إنما¼ في هذا التركيب ليست للقصر وفي ½إنما جاءني زيد لا بكر¼ للقصر تحكّماً.
[2] قوله: [لا إلباس فيه] أي: لا إفهام خلاف المراد في تقديم المقصور عليه في النفي والاستثناء. قوله ½وههنا¼ أي: في مقام القصر بـ½إنما¼. قوله ½ليس إلاّ مذكوراً¼ أي: ليس لفظ ½إلاّ¼ مذكوراً في الكلام بل تضمّنه معنى الكلام.
[3] قوله: [قصرِ الموصوف إلخ] بيان للقصرين. قوله ½إفراداً إلخ¼ ظاهره أنّ لفظة ½غير¼ لا تستعمل في القصر الحقيقيّ لأنّ الأقسام الثلاثة المذكورة للإضافي مع أنّه ليس كذلك فكان الأولى أن يقول ويكون حقيقيًّا نحو ½لا إله غير الله¼ و½ما خاتم النبيّين غير محمّد¼ وغيرَ حقيقيّ إفراداً وقلباً وتعييناً.
[4] قوله: [لما سبق] أي: من أنّ شرط المنفيّ بـ½لاَ¼ العاطفة أن لا يكون منفيًّا قبلها بغيرها. قوله ½فلا يصحّ إلخ¼ أي: في قصر الموصوف على الصفة ½ما زيد إلخ¼. قوله ½ولا إلخ¼ أي: ولا يصحّ في قصر الصفة على الموصوف ½ما شاعر إلخ¼ وذلك لفقد الشرط السابق.