قصداً إلى إغرائه[1] وحثّه على زيادة التظلّم وبثّ الشكوى لأنّ الإقبال حاصل (والاختصاصِ في قولهم ½أنا أفعل كذا أيّها الرجل¼) فقولنا ½أيّها الرجل¼[2] أصله تخصيص المنادى بطلب إقباله عليك ثمّ جعل[3] مجرّداً عن طلب الإقبال ونقل إلى تخصيص مدلوله من بين أمثاله بما نسب إليه إذ ليس[4] المراد بـ½أيّ¼ ووصفِه المخاطبَ بل ما دلّ عليه ضمير المتكلّم فـ½أيّها¼[5] مضموم و½الرجل¼ مرفوع والمجموع[6] في محلّ النصب على أنه حال،
[1] قوله: [قصداً إلى إغرائه] حال من الكاف في ½قولك¼ أي: كقولك هذا اللفظ حال كونك قاصداً به إغراء من أقبل يتظلّم. قوله ½وحثّه على زيادة التظلّم¼ عطف تفسير, والتظلّم الاشتكاء من ظلم أحد, وإنّما عبّر بـ½زيادة¼ لأنّ أصل التظلّم حاصل منه. قوله ½وبثّ الشكوى¼ أي: إظهار الشكاية. قوله ½لأنّ الإقبال حاصل¼ علّة لمحذوف أي: فحقيقة النداء غير مرادة لأنّ حقيقته طلب الإقبال والإقبال حاصل وطلب الحاصل لغو, فالمراد هو الإغراء والحثّ على زيادة التظلّم بمعونة المقام.
[2] قوله: [فقولنا ½أيها الرجل¼ إلخ] تفصيل لاستعمال النداء في الاختصاص في المثال المذكور. قوله ½أصله إلخ¼ أي: الأصل فيه أن يستعمل في مقام تخصيص المنادى بطلب إقباله ولو كان المنادى هو المتكلِّم وذلك عند قصده تجريدَ منادى من نفسه مبالغة كما هو الأصل في هذا المثال.
[3] قوله: [ثمّ جعل إلخ] أي: ثمّ جعل ½أيّها الرجل¼ مجرّداً عن طلب الإقبال لأنّ المتكلِّم لا يطلب إقبال نفسه. قوله ½ونقل إلخ¼ أي: بعد التجريد. قوله ½إلى تخصيص مدلوله¼ أي: مدلول ½أيّها الرجل¼ وهو ذات المتكلِّم. قوله ½بما نسب إليه¼ أي: بالحكم الذي نسب إلى المدلول وهو الفعل المذكور قبل النداء.
[4] قوله: [إذ ليس إلخ] علّة لقوله ½ونقل إلخ¼ أي: وإنّما نقل عن أصله لما ذُكِر إذ ليس المراد إلخ. قوله ½ووصفِه¼ وهو الرجل فإنّه بمعنى الكامل المختص. قوله ½بل ما دلّ¼ أي: بل المراد ما دلّ, وهو المتكلِّم نفسه, فصورة ½أيّها الرجل¼ صورة النداء وليس بنداء أصلاً ولذا امتنع فيه إظهار حرف النداء.
[5] قوله: [فـ½أيّها¼ إلخ] تفريع على ما تقدّم أي: إذا علمت أنه نقل عن معناه الأصليّ وهو النداء فاعلم أنه التزم فيه حكم المنقول عنه وهو البناء على الضمّ نظراً لكونه منادى في الأصل. قوله ½و½الرجل¼ مرفوع¼ أي: على أنه صفة لـ½أيّ¼ اعتباراً للفظ, والحاصل أنّ ضمَّ ½أيّ¼ ورفعَ ½الرجل¼ حكاية لحالهما في النداء بأن نقلا بحالهما في النداء واستعملا في غيره.
[6] قوله: [والمجموع إلخ] ظاهره أنّ مجموع ½أيها الرجل¼ في محلّ النصب على الحال وليس كك لأنه في محلّ النصب على أنه مفعول لفعل محذوف وجوباً تقديره: ½أخصّ أيها الرجل¼ والحال إنّما هو جملة الاختصاص, واعتذر عنه بأنّ العامل لمّا كان واجبَ الحذف حكم على متعلِّقه بأنه في محلّ النصب على الحال, ثمّ كون الجملة الاختصاصيّة في محلّ النصب على الحال ليس بلازم إذ قد تكون اعتراضيّة نحو ½نحن العرب أقرى الناس للضيف¼ فإنّها هنا معترضة بين المبتدأ والخبر لا محلّ لها من الإعراب.