عنوان الكتاب: المقامات الحريرية

بابِ دارٍ, فقلْتُ على بدارٍ:

حُيـيـتُـمْ يـا أهـلَ هـذا المـنـزِلِ

 

وعِشتُمُ في خفضِ عيشٍ خضِلِ [1]

مـا عندكُمْ لابـنِ سَبـيلٍ مُـرمِـلِ

 

نِضْـوِ سُـرًى خابِـطِ لَيْلٍ ألْيَلِ [2]

جَوِي الحَشى على الطّوى مُشتَمِلِ

 

ما ذاقَ مذْ يومانِ طعمَ مأكَلِ [3]

ولا لـهُ في أرضِـكُمْ مـنْ مَوْئِـلِ

 

وقد دَجا جُنْحُ الظّلامِ المُسبِلِ [4]


 

 



[1] قوله: [حُييتُمْ يا أهلَ هذا المنزِلِ...إلخ] ½حييتم¼ أي: سلام عليكم وطابت حياتكم, و½التحيّة¼ البقاء, و½الخفض¼ لين العيش, يقال: ½عيش خافض¼ أي: رغيد خصيب, و½شيء خضل¼ أي: رطب, و½الخضل¼ النبات الناعم, يقول: يا سُكّان هذا المنزل! سلام عليكم! أطال الله حياتَكم وقضيتم حياتَكم في سعة عيش ناعم. وهذا الدعاء تهميدٌ للسؤال والطلب. (مغاني, المصباحي)

[2] قوله: [ما عندكُمْ لابنِ سَبيلٍ مُرمِلِ...إلخ] و½ابن سبيل¼ خاطر طريق, وهو الغريب, وسُمّي الغريب ابنَ السَّبيل؛ لأنه إذا ظهر على قوم لا يعرفونه لم يُعرف له نسب إلاّ السبيل الذي جاء منه, و½المرمل¼ القليل الزاد, و½أرمل القوم¼ أي: فنى زادهم, و½النضو¼ البعير المهزول, و½السرى¼ السير بالليل, و½نضو سرى¼ أي: هزيل مِن مشي الليل في الأسفار, هو صفة لـ½ابن السبيل¼, و½خابط ليل¼ الذي يمشي فيه على غير هداية, و½أليل¼ شديد الظلمة, يقول: ما عندكم  من الزاد للمسافر الذي فنى زاده وقد أنحله مشي  على غير هدى في ظلام اليل شديد الظلمة. (مغاني, الشريشي)

[3] قوله: [جَوِي الحَشى على الطّوى مُشتَمِلِ...إلخ] ½الجَوَى¼ مقصور كل داءٍ يأْخذ في الباطن لا يُسْتَمْرَأُ معه الطعام, و½الحشى¼ وهو ما في البطن من الكَبِد والطِّحال والكَرِش, وأراد بها الأمعاء, ½جوي الحشى¼ فاسد الجوف من الجوع, وهو صفة مشبهة, و½مشتمل¼ منضمّ, أي: قد انضمّ جوفه على الجوع ففسدت أحشاؤه, و½ما ذاق¼ أي: لم يذق فضلاً عن الأكل, و½مذ¼ ظرف يخبر به عما بعده, أي: بيني وبين ذوق الطعام يومان, و½طعم مأكل¼ أي: شيء يؤكل. (الشريشي, الجوهرية)

[4] قوله: [ولا لهُ في أرضِكُمْ منْ مَوْئِلِ...إلخ] ½موئل¼ ملجأ, من وألت إلى كذا, أي: لجأت, و½دجا يدجو¼ دجواً أي: أظلم وألبس كلّ شيء, و½جِنح الليل¼ وجُنحه أي: طائفة منه, و½المسبل¼ المرخي الستر, والمطبق, يقول: ليس له في أرضكم ملجأ وقد عمّ سوادُ الظلام كلَّ شيء. (مغاني, المصباحي)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

132