| سِوَى الحَديثِ والمُناخِ في الذَّرَى [1] | |
وكيـفَ يقْري مَنْ نَـفى عنـه الكَرى |
| طـوًى بـرَى أعظُمَـهُ لمّا انْـبَـرى [2] |
فما تَرى فيما ذكرتُ ما تَرى |
فقُلتُ: ما أصْنَعُ بمنزِلٍ قَفرٍ [3], ومُنزِلٍ حِلفِ فَقْرِ؟
[1] قوله: [ما عِندَنا لِطارِقٍ إذا عرا...إلخ] ½الطارق¼ الزائر ليلاً, ½عراه¼ واعتراه, إذا أتاه طالباً معروفه, و½المناخ¼ موضع البروك للإبل, و½الذرى¼ المنزل, يعني: ليس عندنا للضيف النازل بالليل إذا أتانا طالباً إلاّ الكلام معه والإقامة له في المنزل. (الرازي بزيادة)
[2] قوله: [وكيفَ يقْري مَنْ نَفى عنه الكَرى...إلخ] ½يقري¼ يُضيف, و½نفى الشيء¼ نحاه وأبعده, و½الكرى¼ النوم, و½الطوى¼ الجوع, و½برى أعظُمَه¼ أي: جرَّد عنها اللحم ونحتَها وأضعفها, و½انبرى له¼ أي: اعترض له, ½فما ترى¼ من الرؤية بمعنى العلم, أي: فما رأيك وعلمك فيه, ويقال: ½رآه بعَينه¼ إذا أبصره, و½رأيتُ زيداً حليماً¼ أي: علمته, وقال الله تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ﴾ [آل عمران:٢٣], أي: ألم ينته علمك إلى هؤلاء, يعني: علماء أهل الكتاب, ويقال: ½فلان يرى رأي الخوارج¼ أي: يعتقد اعتقادهم, يعني: كيف يضيف الرجل الذي أبعد الجوعُ النومَ عنه وأضعَف عظامَه لمّا اعترض فما رأيك فيمن ذكرت لك من حاله. (مغاني, الرازي)
[3] قوله: [ما أصْنَعُ بمنزِلٍ قَفرٍ...إلخ] ½منزل قفر¼ أي: ما لا شيء فيه, و½القفر¼ مفازة لا ماء فيها ولا نبات, و½مُنزل¼ بضمّ الميم اسم فاعل من أنزل الضيف, أي: مضيف, ½حلف فقر¼ ملازمه, وأصله مِن الحلف, يقال: ½بينهما حلف¼ أي: معاهدة وميثاق أن يكون أمرهما واحد بالوفاء, والاستفهام للإنكار, والمعنى: لا أرضى القيام بمكان لا طعام فيه ولا أرضى بمضيف لا مال عنده. (مغاني, المصباحي)