| مَـنْ يوْمُـهُ أخْسَرُ مـنْ أمْـسِـهِ [1] | |
وكـلُّ مـنْ يطلُـبُ عِنـدي جَنًى |
| فـمـا لـهُ إلاّ جَـنــى غـرْسِـــهِ [2] |
لا أبـتَـغِـي الغَـبـنَ ولا أنْـثَـنِـي |
| بِـصَفْـقَـةِ المَغْـبُونِ في حِـسّـهِ [3] |
ولَسْـتُ بِالمُـوجِـبِ حـقـًّا لِمَـنْ |
| لا يـُوجِبُ الحقَّ على نَـفْـسِهِ [4] |
[1] قوله: [ولمْ أُخَسِّرْهُ وشَرُّ الوَرى إلخ] ½أخسر¼ أنقص, مِن الخسارة وهي النقصان, يقال: خسر في تجارته إذا نقص رأسُ ماله, وخسّرتُ الشيءَ وأخسرتُه أي: نقصتُه, و½التخسير¼ الهلاك, وقال الله تعالى: ﴿خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [الحج:١١] و½الورى¼ الخلق من الناس, معناه: فلو خسّرته لكنتُ قد جعلته شرّ الورى, وقد جاء في الحديث المسند أنه صلى الله عليه وسلّم قال: ((من استوى يوماه فهو مغبون, ومن كان آخر يومه شراً فهو ملعون, ومن لم يكن على الزيادة فكان على النقصان, ومن كان على النقصان فالموت خير له)) ولله دَرّ الإمام البستي حيث يقول: زيادة المرء في دنياه نقصان * ورِبحُه غير محض الخير خسران. (الشريشي, الرازي)
[2] قوله: [وكلُّ مَنْ يطلُبُ عِندي جَنًى...إلخ] ½الجنى¼ ما يجتنى من الشجر من الثمر, واحدته جناة, يعني: ما له إلاّ ثمرة ما قدّم إليّ من الإحسان. (مغاني, الرازي)
[3] قوله: [لا أبتَغِي الغَبنَ ولا أنْثَنِي...إلخ] ½لا أبتغي¼ أي: لا أطلب و½الغبْن¼ بسكون الباء الخديعة في البيع والتنقيص فيه, و½غبَن¼ بفتح الباء ضعف الرأي والعقل, و½أنثنِي¼ أرجع, و½صفقة المغبون¼ بيعة المخدوع, و½الصفقة¼ في الأصل مصدر, يقال: صفَق صفقاً إذا ضرب بإحداهما على الأخرى, وكانت صفقة البيع عند العرب أن يضرب المشتري بيده على يد البائع, فإن رضي البيع قبض على يد المشتري وانعقد البيع, وإن لم يرض أرسل يده. ثمّ صاروا يقولون: رضي الصفقة, إذا رضي البيع, ثمّ سُمِّي عقد البيع ½صفقة¼, و½حسّه¼ فهمه, و½الحسّ¼ الاسم من الإحساس, وهو بمعنى العلم والروية, قال تعالى: ﴿فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنۡهُمُ ٱلۡكُفۡرَ﴾ [آل عمران:٥٢], أي: فلمّا علم, وقال الله تعالى: ﴿هَلۡ تُحِسُّ مِنۡهُم مِّنۡ أَحَدٍ﴾ [مريم:٩٨], أي: هل ترى, وحسّ بالشيء وأحسّ به أي: شعر به, (مغاني, الشريشي, الرازي)
[4] قوله: [ولَسْتُ بِالمُوجِبِ حقًّا إلخ] ½المُوجِب¼ بكسر الجيم اسم فاعل من أوجبه جعله لازماً على نفسه, يقول: لا أوجب على نفسي حقًّا لِمَن لا يلزم على نفسه حقّي, فمن أدّى حقّي أدّيتُ حقّه ومن لا فلا. (المصباحي)