عنوان الكتاب: الفتاوى المختارة من الفتاوى الرضوية

أثر نعمته علی عبده رواه الترمذي[1] وحسَّنه، والحاکم[2] وصحَّحه عن عبد اﷲ ابن عمرو بن العاص رضي اﷲ تعالی عنهما مع قوله صلّی اﷲ تعالی عليه وسلّم في الحديث الصحيح[3]: بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه الحديث، وجعل لمن أبى التثليث وقد أجمعوا علی جوازه حتّی الشبع.  وأنت تری هؤلاء الناهين المجترين علی اﷲ تعالی بما تصف ألسنتهم الکذب أنَّ هذا حرام وهذا ممنوع يأکلون الألوان ويلبسون الرقاق ويفعلون ويفعلون ولو اجتزؤوا بعشر ما أنفقوا لکفی وضرب الدّف أيضاً لا يخلو عن نفقة، إمّا ثمن وإمّا أجرة ولعلّه قد يفوق ثمن البارود وإنّما السرف الصرف إلی غرض لا يحمد وتعدی القصد وتجاوز الحدّ، فانظر أين هذا من ذاك، واﷲ يتولّی هداك، نعم! من أراد التفاخر فذلك الحرام جملة واحدة ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا ﴾النساء:٣٦

ولا اختصاص لهذا بالدّف والبندقة بل لو تلا القرآن ونوی التفاخر لکان حراماً محظوراً، والتالي آثماً موزوراً کما لا يخفی، فهذا ما عندنا في الباب وربّنا سبحانه أعلم بالصواب وصلّی اﷲ تعالی علی سيّدنا ومولانا والآل والأصحاب آمين.[4]


 



[1] أخرجه الترمذي في"سننه" ٢٨٢٨، كتاب الأدب، ٤/٣٧٤.

[2] أخرجه الحاكم في "المستدرك" ٧٢٧٠، كتاب الأطعمة، ٥/١٨٥.

[3] أخرجه الترمذي في"سننه" ٢٣٨٧، كتاب الزهد، ٤/١٦٨.

[4] "الفتاوی الرضوية"، ۲۳/٣٠٤-٣١٩ ق,١٠/٢٣٢-٢٣٤, النصف الأوّل.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

135