عنوان الكتاب: أحكام الصيام

والعبَّاد وسائر الأخيار، فيقال: رضي الله عنه، أو رحمهُ الله، ونحو ذلك، وأمّا ما قالهُ بعضُ العلماء: إنّ قوله: رضي الله عنه مخصوصٌ بالصحابة، ويقالُ في غيرهم: رحمهُ الله فقط؛ فليس كما قال، ولا يوافق عليه، بل الصحيحُ الذي عليه الجمهورُ استحبابه، ودلائله أكثر من أنْ تُحصر، فإنْ كان المذكور صحابيًّا ابن صحابي قال: قال ابن عمر رضي الله عنهما، وكذا ابن عباس، وابن الزبير، وابن جعفر، وأُسامة بن زيد ونحوهم، لتشمله وأباه جميعًا[1].

واعلم أخي: أنّ الصحابيّ هو كلّ مسلم رأى أو لقي النبيّ الكريم مؤمنًا به ولو لحظة واحدة ومات على الإيمان، لكن لا يُمكن لأحدٍ من الأولياء والصالحين أن يصل إلى مرتبة الصحابة مهما بلغ، وإنّ أصحاب النبي كلّهم عدولٌ، وإنّهم من أهل الجنّة قطعًا.

أنا لا أريد إلا صاحب الجواهر

وجاء هذا الكلامُ عن الترضّي ضمنًا وكان في الأصل الإخبار بأنّ الصلاة والزكاة والحجّ ومساعدة المحتاج والمسكين وعيادة المريض من الأسباب التي توصل إلى الجنّة، لكن الصوم هو العبادة الوحيدة التي نجد بها ربّنا، فهي لله ومن أجل الله تعالى.


 

 



[1] "الأذكار" للنووي، باب الصلاة على الأنبياء وآلهم تبعًا لهم، ص ١٠١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28