عنوان الكتاب: حلاوة العبادة

سبحان الله! بكثرة النوافل يُرزق المرءُ محبّة الله تعالى، ومَن رزقه الله محبّته سيتشرَّفُه بحضورِ القلب، وإذا كان كذلك فسيشعر بلذّة العبادة إن شاء الله تعالى.

كيف تجد حلاوة العبادة؟

قال بعض الحكماء: لَا يَجِدُ الرَّجُلُ حَلَاوَةَ الْعِبَادَةِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الْعِبَادَةِ بِالنِّيَّةِ، وَيَرَى الْمِنَّةَ لِلَّهِ، وَيَعْمَلَ بِالْخَشْيَةِ ويُسَلِّمُها بِالْإِخْلَاصِ؛ لِأَنَّهُ إِذَا دَخَلَ فِيها بِالنِّيَّةِ فَيَعْلَمَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ وَفَّقَهُ لِذَلِكَ الْعَمَلِ، وَإِذَا رَأَى لِلهِ عَلَيْهِ الْمِنَّةَ فَيَدْخُلَ فِيهِ بِالشُّكْرِ، فَكَانَ لَهُ مِنَ اللهِ الزِّيَادَةُ؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: ﴿لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡ﴾ [إبراهيم: ٧]، وَإِذَا عَمِلَهُ بِالْخَشْيَةِ وَجَبَ ثَوَابُهُ عَلَى اللهِ تَعَالَى، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ١٢٠﴾ [التوبة: ١٢٠]، وَالثَّوَابُ فِي الدُّنْيَا، هُوَ الْحَلَاوَةُ فِي الطَّاعَةِ، وَفِي الْآخِرَةِ الجنةُ، وَإِذَا سَلَّمَهُ (أي: سلّم الرجلُ عبادتَه) بِالْإِخْلَاصِ تَقَبَّلَهُ اللهُ مِنْهُ، وَعَلَامَةُ الْقَبُولِ أَنْ يُوَفِّقَهُ لِطَاعَةٍ هِيَ أَرْفَعُ مِنْهُ[1].

قسوةُ القلبِ عائقة عن لذّة العبادة

أيها الإخوة الأعزّاء! من أهمِّ أسبابِ فقدان اللذّة في العبادة: قسوةُ القلب، وإذا كنتم تتمتّعون برِقّة القلب فستجدون حلاوةَ العبادةِ دون تكلّف، ولذلك مَن كان يريدُ لذّةَ العبادة فليرقّق قلبَه بأعمالٍ تُعينه على


 

 



[1] "تنبيه الغافلين" للسمرقندي، باب الاجتهاد في الطاعة، ص ٣٢١-٣٢١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32