عنوان الكتاب: حلاوة العبادة

ذلك، وسيرزق بنعمة التلذّذ في عبادة ربّه إنْ شاء الله تعالى، وفي مقابل ذلك قسوة القلبِ يحرِم المرءَ من لذّة العبادة.

قسوة القلب من ارتكاب المعاصي

يقسو القلبُ بارتكابِ المعاصي، ويرقُّ ببركة التوبة وكثرة الذكر لله سبحانه وتعالى، ولذلك صعبٌ جدًّا على العاصي والغافل أنْ يرزُق لذّة العبادة، قِيلَ لسيدنا وُهَيبِ بنِ الوَردِ رحمه الله تعالى: لَا يَجِدُ حَلَاوَةَ العِبَادَةِ مَنْ يَعْصِي اللهَ؟

قال: لَا، وَلَا مَنْ هَمَّ بِالْمَعْصِيَةِ[1].

وقال سيدنا عبدُ اللهِ بن خبيق رحمه الله تعالى: طُولُ الِاسْتِمَاعِ إِلَى الْبَاطِلِ يُطْفِئُ حَلَاوَةَ الطَّاعَةِ مِنَ القَلْبِ[2].

أيها الإخوة! الاستماعُ إلى الأغاني والكذبُ والغيبةُ والنميمةُ وما إلى ذلك من المعاصي يحرم المرء من لذّة العبادة، ولذلك مَن أراد أنْ يرتاح قلبُه في العبادة ويجد الحلاوة في صلواته وتسيل دموعُه عند تلاوة القرآن الكريم ويستلذّ بالمناجاة، وحين يصلّي على رسول الله يُصبح قلبه موصولًا بحضرة سيّدنا المصطفى ولا تزعجُه الأفكار الباطلة ولا


 

 



[1] "شعب الإيمان"، باب في معالجة كل ذنب بالتوبة، فصل في الطبع على القلب، ٥/٤٤٧، (٧٢٢٥).

[2] "حلية الأولياء"، عبد الله بن خبيق، ١٠/١٧٧، (١٤٨٦٤).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32