عنوان الكتاب: حلاوة العبادة

الوساوس أثناء العبادة، من أراد ذلك فليبتعِد عن سماع المخالفات والأغاني والمحرّمات ويحفظ العينَ والأذنَ واليدَ والأعضاءَ الأخرى من المعاصي، ويتجنّب الكلامَ الفارغ والكذب والغيبة والبهتان بشكلٍ دائم، وسيُرزقُ بلذّة العبادة إنْ شاء الله تعالى.

ضرورة التفكّر في الآخرة وترسيخ ذلك في الأذهان

أيها الإخوة الأعزّاء! مَن كان يسعى إلى مُتعة العبادةِ والحلاوة فيها فليُرسِّخ في ذهنه التفكّر بالآخرة ويُخِرج مِن قلبه حبَّ الدنيا، وسيجد الخشوع والخضوع واللذّة في العبادة إنْ شاء الله تعالى ببركتهما.

قال الشيخ أبو عبد الله القرشي رحمه الله تعالى: شكا بعضُ الناس لرجلٍ من الصالحين أنّه يعمل البرّ ولا يجد حلاوتَه في القلب!

فقال: لأنّ عندك ابنة إبليس في قلبك؛ وهي الدنيا، ولا بدّ للأب أنْ يزور ابنته في بيتها؛ وهو قلبك، ولا يؤثر دخوله إلّا فسادًا[1].

ولقد أَوحَى اللهُ إلى سيّدنا داود عليه الصلاة والسلام: يَا دَاودُ! تَزْعُمُ أَنَّكَ تُحِبُّنِي فأخرِجْ حبّ الدنيا مِن قلبك، فإنّ حبِّي وحبّها لا يجتمعان في قلبٍ واحدٍ[2].


 

 



[1] "تفسير روح البيان"، ٢/١٤٤، ]آل عمران: ٩١[.

[2] "الترغيب والترهيب" لقوام السنة، باب الترغيب في الزهد في الدنيا، ٢/٢٤٥، (١٥١٢).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32